وبعدما استولى يزيد بن معاوية على الخلافة استباح لجيشه مدينة الرسول المنورة ، يفعل فيها ما يشاء ، فعاث جيشه فيها فساداً ، وقتل خيار الصحابة الذين لم يبايعوه ، واستبيحتْ الفروج ، وانتهكت المحارم ، وحبلت النساء من سفاح . فكيف يركن العاقل إلى أُولئك الأئمة الذين هم من تلك الطبقة البشرية التي تدنست بأوحال الفتنة وتغذّت بألبانها المتلونة ، وشبّتْ وترعرعت على أساليبها الماكرة الخداعة ، وقلدتها أوسمة العلم المزيفة ، فلم يبرز للوجود منهم إلاّ الذين رضيت عنهم الدولة ورضوا عنها ( 1 ) ؟ ! ! كيف يترك - من يدّعي التمسك بالسنة - الإمام علي باب مدينة العلم ، والإمام الحسن ، والإمام الحسين سيدا شباب أهل الجنّة ، والأئمة الطاهرين من عترة النبيّ الذين ورثوا علوم جدهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ويتبع أئمة لا علم لهم بالسنة النبويّة ، بل هم صنيعة السياسة الأموية ؟ ! كيف يدعي « أهل السنّة والجماعة » بأنّهم أتباع السنّة النبويّة وهم يهملون القيّمين عليها ؟ بل كيف يتركون وصايا النبيّ وأوامره بالتمسك بالعترة الطاهرة ، ثمّ يدّعون أنّهم أهل السنّة ؟ ! وهل يشكّ مسلم عرف التاريخ الإسلامي ، وعرف القرآن والسنّة بأن « أهل السنّة والجماعة » هم أتباع الأمويين والعباسيين ؟
1 - سيأتي في الأبحاث القادمة بأنّ الحكّام الأمويين والعبّاسيين هم الذين أوجدوا تلك المذاهب وفرضوها ( المؤلّف ) .