تلك السنّة وتلك الجماعة . وأسأله سبحانه أن يُميتني على سنّة خاتم النبيين وسيّد المرسلين سيّدنا محمّد ، وعلى منهاج أهل بيته الطّيبين الطّاهرين . 3 - عثمان بن عفان ( ذو النورين ) : وهو الخليفة الثالث الذي وصل الخلافة بتدبير عمر بن الخطّاب وعبد الرحمان بن عوف ، الذي أخذ عليه العهد والميثاق بأنْ يحكُمَ فيهم بكتاب الله وسنّة رسوله وسنّة الخليفتين . وأنا شخصياً أصبحتُ أشكّ في الشرط الثاني الذي يتمثّل في الحكم بسنّة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ; لأنّ عبد الرحمان بن عوف يعرف أكثر من غيره بأنّ الخليفتين أبا بكر وعمر لم يحكُما السنّة النبويّة ، وإنّما حكما باجتهادهما وآرائهما ، وأنّ السنّة النبويّة على عهد الشيخين كادت تكون معدومة تماماً لولا وقوف الإمام علي على إحيائها كلّما سمحتْ له الظّروف بذلك . وأغلبُ الظنّ أنّه اشترط على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بأن يحكم فيهم بكتاب الله وسنّة الشيخين ، فرفض علي هذا العرض قائلا : لا أحكم إلاّ بكتاب الله وسنّة رسوله ، فخسر الخلافة لأنّه أراد إحياء سنّة النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وفاز بها عثمان لأنّه قبل أن يواصل درب أبي بكر وعمر اللذين صرّحَا غير مرّة بأنْ لا حاجة بالسنّة النبويّة ، وإنّما يكفي القرآن ليُحلّلوا حلاله ويُحرّموا حرامه . ويزيدنا يقيناً صحّة ما ذهبنا إليه أنّ عثمان بن عفّان فهم من هذا الشرط أنّ عليه أن يجتهد برأيه في الأحكام كما فعل صاحباه ، وهي السنّة التي