ابن الخطّاب يفعلُ ذلك . فنقول لهؤلاء : هذا ما أثبتَهُ له أولياؤه وأتباعه من « أهل السنّة والجماعة » الذين يُفضّلونه على النبيّ من حيث لا يشعرون . فإذا كان ما قيل فيه كذباً ، فصحاحُهم كلّها تسقُطُ عن الاعتبار ، ولا حجّة لهم بعد ذلك على كلّ ما يعتقدون ! على أنّ جلّ الأحداث التاريخية كتبتْ في عهد دولة « أهل السنّة والجماعة » الذين لا يُشكَّ في حبّهم واحترامهم وتقديرهم لابن الخطّاب . وإذا كانتْ صحيحة - وذلك هو الواقع الذي لا مفرَّ منه - فعلى المسلمين اليوم أنْ يُراجعوا موقفهم ، ويعيدوا النظر في كلّ عقائدهم إنْ كانوا من « أهل السنّة والجماعة » . وإنّك تجد أكثر المحقّقين اليوم لمّا أعيتهم الحيلة لردّ مثل هذه الروايات والأحداث التاريخية التي أجمع عليها العلماء والمحدّثون ، ولا يقدرون على تكذيبها ، فتراهم يتأوّلُون ويلتمسون بعض الأعذار الواهية التي لا تقوم على دليل علمي ، والبعض منهم أخذ يعدّد بدعه ويقلبها مناقب من مفاخرة التي يُشكر عليها . وكأنّ الله ورسوله ما كانا يعرفان مصلحة المسلمين ، وغفلا عن تلك البدع - استغفر الله - ، فاكتشفها عمر بن الخطّاب ، فسنّها لهم بعد وفاة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . إنّه بهتانٌ عظيم وكفرٌ صريح ، نعوذ بالله من خطل الآراء وزلل الأهواء ، وإذا كان عمر هو زعيم وإمام « أهل السنّة والجماعة » ، فإنّي أبرأُ إلى الله من