responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري    جلد : 1  صفحه : 91


بشرعية أغلب السلطات السياسية التي قامت على طول التاريخ الإسلامي فإن رد فعل تلك السلطات كان مماثلا وزيادة بعض الشئ . فشوهت أفكار الفرق المعارضة وحرفت عقائدها وقتل دعاتها ورجالات دعوتها وأرباب مدارسها . ولم يسمح لها بنشر مذاهبها إلا بطرق سرية وخفية . لذلك لم تعرف حقيقة الكثير من المدارس الكلامية إلا بعد فترة طويلة من انتهاء هذا الصراع .
ولكن هذا النمو في الظل والخفاء لبعض الفرق ، قد جعل قطاعات واسعة لا تعرف عنها شيئا ، ولما كانت تظهر على الساحة بعض عقائدها وأفكارها بين الحين والآخر ، كانت تلقى استهجانا ونفورا من الأغلبية ، عامة وعلماء ، وهكذا بدأ عصر النهضة العربية والإسلامية في العصور الحديثة بالتنقيب في التراث ومحاولة بعثه ودراسته وتحقيقه بطرق علمية موضوعية إلى حد ما ، فتم اكتشاف كتب جل الفرق ، خصوصا التي قاومت الزمن وسجل لها حضور في العصر الحاضر . وبذلك بدأت مرحلة التعرف الحقيقي على آراء القوم ومعتقداتهم من كتبهم الخاصة وتراثهم المتميز وأقوال علمائهم . وإذا اشتكى بعض الفرق اليوم من أن - الآخر - الخصم قد جنى عليه وشوه أفكاره ، فإن فرقة الإمامية الاثنا عشرية من دون الفرق الشيعية الأخرى قد خصها - الآخر - الخصم بالنصيب الأكبر من التشويه والتحريف والتحامل ، وليس السبب في ذلك سوى تاريخ هذه الفرقة التي عاشت بموازات السلطات السياسية المتعاقبة على الحكم الإسلامي .
فلم يسجل التاريخ انتصارا سياسيا لهذه الفرقة بالذات - إلا ما كان من تبني الدولة الصفوية للتشيع الإمامي [109] - انتصارا يجعل العالم الإسلامي



[109] ناصرت بعض الحكومات في فترات متقطعة من التاريخ الإسلامي التشيع بشكل عام ، مثل الدولة البويهية ، والحمدانية ، وقامت الدولة الفاطمية في مصر وشمال إفريقيا انطلاقا من الدعوة الشيعة الإسماعيلية ، كما تعاقبت على حكم اليمن دول شيعية على المذهب الزيدي ، أما اليوم فتنفرد دولة إيران الإسلامية بكون المذهب الإمامي الاثنا عشري هو مذهب الدولة الرسمي لأن أغلبية الشعب هناك من الشيعة الإمامية الاثنا عشرية .

91

نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري    جلد : 1  صفحه : 91
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست