نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 70
بذلك فصل بين التيارين ، ووضع حدا بين الطريقتين . وهو ليس أول حنبلي يكفر " أهل السنة " الأشاعرة ، بل سبقه إلى ذلك كثير من مشايخ الحشوية الحنبلية . لقد احتدم الصراع المذهبي بين حشوية السلفية والأشاعرة " أهل السنة " وسالت من جراء ذلك دماء غزيرة . كان الحنابلة باعتراف المؤرخين هم السباقون لسفكها . يثيرون القلائل والفتن لأتفه الأسباب ، ثم يتعقبون أهل السنة في الطرقات ويقتلونهم ويحرقون منازل علمائهم ، وقد سطر التاريخ هذه الأحداث كشهادات واقعية على مدى الاختلاف بين هذين الفرقتين ومدى بعد بعضهما على البعض . لحد سفك الدماء والتقاتل وإعلان التكفير المتبادل . إن مفهوم " أهل السنة " كما ثبت تاريخيا وعليه المحققون المعاصرون يطلق ويقصد به " المدرسة الكلامية للأشعري والماتريدي " ومن تبعها وارتضى ما توصلت إليه من عقائد وأفكار . أما " السلفية " فهم بالتحديد أتباع ابن تيمية وتلميذيه ابن قيم الجوزية ومحمد بن عبد الوهاب النجدي . والجامع بين هؤلاء هو انتسابهم وصدورهم عن المذهب الحنبلي . أما الصفة أو النعت الذي عرفوا به تاريخيا فهو : " الحشوية الحنبلية " . للتمييز بينهم وبين غيرهم ممن ينتسب لهذا المذهب دون أن يعتقد بما تذهب إليه هذه الفرقة الموسومة بالحشوية . * أهل السنة : مفهوم فضفاض وواسع : طبعا تبقى هناك إشكالات أخرى يطرحها مفهوم " أهل السنة " : منها إضافة لفظ " الجماعة " فيقال " أهل السنة والجماعة " ، ولفظ " الجماعة " هذا ظهر عندما اغتصب معاوية بن أبي سفيان الخلافة من الحسن بن علي وتصالح مع الإمام الحسن بشروط ، وقد سميت تلك السنة ب " عام الجماعة " . وقد يقصد به مفهوم الأغلبية التابعة أو المقلدة وجماهير الناس بشكل عام . والمعنى الأول يضفي على مصطلح " أهل السنة والجماعة " بعدا سياسيا ، وقد نجد لذلك
70
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 70