نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 69
وقد أفصح الشيخ ناصر الدين الألباني وهو من دعاة ( السلفية الوهابية المعاصرة وأحد محققيها ) عن موقف فرقته من المذاهب الإسلامية الفقهية ، حينما اعتبر الفقه الحنفي صنوا للإنجيل المزيف . وإنه خلاف الشرع المحمدي الأصيل . وابن تيمية عندما قسم طرائق العلماء في فهم العقائد الإسلامية إلى أربعة أقسام : جعل القسمين الأول والثاني من نصيب الفلاسفة والمعتزلة وبين طريقتهم ، أما القسمين الأخيرين فهما ما سلكه الأشعري والماتريدي في فهم العقائد . " وبعد هذا التقسيم قرر ابن تيمية إن منهاج السلف ليس واحدا من هذه الأربعة بل هو غيرها " [81] . والمحصلة المنطقية لهذا الكلام وغيره مما يعتقد به السلفية المعاصرون هو أن مذاهب " أهل السنة والجماعة " في الأصول والفروع ليست من السلف الصالح في شئ . وهذا حكم على إسلام وإيمان ملايين من المسلمين في الماضي والحاضر بالضلال والانحراف الكامل ! ! ؟ . والحقيقة أن ما يستفاد من كلام الدكتور السلفي الأخير هو التعريف الدقيق الذي يضعه لنا " للسلفية " والذي تضمنه النص دون قصد منه : فالسلفية : هي " مذهب الإمام أحمد بن حنبل ، وابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب " لا غير . على أن انتساب السلفية لمذهب أحمد بن حنبل مما لا يقرهم عليه " بعض فضلاء الحنابلة " [82] كما يقول الشيخ محمد أبو زهرة ، وعلى رأسهم الذهبي المعاصر لابن تيمية والمحقق الكبير . وكذلك ابن الجوزي الخطيب والفقيه الحنبلي ، الذي أنكر أن يكون ما يذهب إليه " حشوية السلفية " في العقائد هو رأي الإمام أحمد بن حنبل . لكن محمد بن عبد الوهاب باعث السلفية المعاصرة ومحيي عقائدها في شبه الجزيرة العربية سيحسم النقاش لصالح حقيقة واضحة يتحرج بعض السلفيين اليوم من إعلانها ، وذلك عندما أفتى بجواز قتل من يعتقد " عقيدة أهل السنة والجماعة " من الأشاعرة خصوصا .
[81] المذاهب الإسلامية ، مرجع سابق ، ص 315 . [82] نفسه ، ص 311 .
69
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 69