نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 656
قد يقال بأن التجمعات الشيعة داخل الإمبراطورية العثمانية عرفت بعض الهدوء مع بداية الاستعمار الغربي وهجمته الإمبريالية لاقتطاع أراضي الدولة الإسلامية . لأن الخلافة في الإستانة قد انشغلت بالحروب المتعددة مع روسيا ومع الغرب . كذلك ربما نعم الشيعة في العراق ولبنان ببعض الحرية وتنفسوا الصعداء . لكنه هدوء سبق العاصفة . عاصفة هو جاء ستهب من بلاد نجد ، تحمل على عاتقها قرونا من الكراهية والحقد الأعمى تجاه الشيعة والتشيع . * الشيعة في المنطقة الشرقية : انطلقت الحركة الوهابية من نجد وتمكنت بحد السيف من السيطرة على مجمل وسط الجزيرة العربية ، وبدأت في نشر الفكر الحنبلي وإحياء التراث الحشوي في العقائد . وفي توسعها الجغرافي اصطدمت بأهل السنة في الحجاز . وبالشيعة الإمامية في المنطقة الشرقية والخليج . وإذا كان الحكم بالشرك قد أباح قتل أهل السنة ومن ثم القضاء عليهم والحلول محلهم ، فإن الصراع مع شيعة المنطقة الشرقية سيأخذ أبعادا أكثر تعقيدا . فلو رجعنا إلى يوميات الاحتلال الوهابي لمناطق الشيعة فسترى أن الهمجية بلغت مداها ، يقول محمد عبد المجيد : " وفي خريف 1793 م توجه سعود مع قوات كبيرة إلى الأحساء ونهبت قواته البدوية كل ما صادفته في طريقها وقتلت دون رحمة كل من أبدى مقاومة ، ودمرت بساتين النخيل واستأثرت بمحاصيل التمور ورعت الماشية في الحقول . ويصف مؤرخ الدولة السعودية ابن بشر إخضاع الأحساء ويقول : " فلما أصبح الصباح رحل سعود بعد صلاة الصبح فلما استووا ( أي القوات ) على ركائبهم وساروا ثوروا بنادقهم دفعة واحدة فاظلمت السماء وأرجفت الأرض وتأرجح الدخان في الجو وأسقط كثير من النساء الحوامل في الأحساء ، ثم نزل سعود وظهر عليه جميع أهل الأحساء على إحسانه وإساءته وأمرهم
656
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 656