نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 641
كلاما أشد تهافتا ، وينقض بعضه بعضا ، من حيث يدري أو لا يدري لكنها وسيلته الوحيدة في مواجهة خصمه [49] . سيدعي بأن التشيع من تأسيس عبد الله بن سبأ اليهودي ، هذه الشخصية الأسطورية التي صنعها أعداء الشيعة لمواجهتهم . والتي يقول عنها الدكتور طه حسين : " إن السبئية وصاحبهم ابن السوداء - ابن سبأ - إنما كان متكلفا منحولا قد اخترع بأخرة حين كان الجدال بين الشيعة وغيرهم من الفرق الإسلامية ، أراد خصوم الشيعة أن يدخلوا في أصول هذا المذهب عنصرا يهوديا إمعانا في الكيد لهم والنيل منهم " [50] ، وطه حسين ليس شيعيا ، ولكنه البحث العلمي الذي يكشف الحقائق ويرد الخرافات والأوهام . ولنا وقفة بعد قليل مع ابن سبأ وأقوال المحققين مع العلماء فيه . لقد اعتمد ابن تيمية أقوال الشعبي لوصف الشيعة وبيان أخبارهم ، لأنه في نظره كان أخبر الناس بهم . وهذا الشعبي هو عامر بن شراحيل . كان قاضي الكوفة في عهد بني أمية ، وصحب عبد الملك بن مروان الأموي وكان أمين سره ، وشارك في المؤامرات السياسية . ونحن نعلم أن بني أمية لم يكونوا يقربون إلا من كان يبغض عليا وشيعته . وقد كان الشعبي كذلك . لقد اتهم الشعبي الحارث الأعور الهمداني بالكذب . وهو من أصحاب علي بن أبي طالب . يقول ابن عبد البر : أظن أن الشعبي عوقب على تكذيبه الحارث ، لأنه لم تبن منه كذبة أبدا ، وإنما نقم عليه إفراطه في حب علي [51] . لقد استحل بنو أمية وأتباعهم الكذب ، وألصقوا بخصومهم ما هم به متلبسين . وجاء ابن تيمية ليغرف من هذه الأكاذيب ويصنع منها ردا ، يقول
[49] المرجع السابق ، ص 231 . [50] علي وبنوه المجموعة الكاملة لمؤلفات د . طه حسين ، ج 4 ، ص 518 ه ، نقلا عن المرجع السابق ، ص 238 . [51] تهذيب التهذيب ، ج 2 ص 127 . نقلا عن المرجع السابق ، ص 244 .
641
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 641