نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 616
التاريخية والحديثية ، بل يجدون مبتغاهم في تراث أهل السنة والسلفية ، وهذا مما يزيدهم اطمئنانا وإيمانا بصحة عقائد الشيعة وما يدعون إليه . وأمام هذا الواقع لا يجد السلفية اليوم كما وقع مع أجدادهم إلا الكذب ، أو الانتصار بالسلطان والسيف في حربهم مع الشيعة الإمامية ، أما ما يكتبونه من كتب ضد الشيعة ، فهي بالإضافة إلى الكم الهائل من السباب والشتم والقدف الذي لا يمكن أن يعتبر ردا تفند به العقائد والنظريات الفكرية . تحتوي على مجمل الانتقادات والاعتراضات التي قال بها فقهاء أهل السنة ، وهذه الكتب لا شك أنها كتبت بمداد السياسة ، وولدت في بطن الصراع الدموي التاريخي الطويل . فلم يذق أصحابها طعم الموضوعية ، ولا ارتووا بماء المناهج العلمية . لقد كتبت كشهادات طعن وتجريح ، قدمت للملوك دعما لشرعيتهم المهلهلة ، وشهادات لأصحابها على موالاتهم للنظام ، واستحقاقهم بعد ذلك للوزارات ومناصب القضاء والإقطاعات والمنح السخية . لذلك نضم صوتنا للشيخ محمد رضا الحكيمي وهو مختص بتاريخ الفرق الإسلامية . عندما يقول : " إن الدراسة الموضوعية الهادفة تكلف الباحث الرجوع إلى الكتب المؤلفة بيد أعلام المذاهب وخبرائه المعروفين بالحدق والوثاقة . والاعتماد على كتب الخصوم الخارج عن أدب الجدل ورسم التحقيق ، بيد أننا نرى كثيرا من الكتاب المعاصرين يعتمدون في تحليل عقائد الطوائف الإسلامية على " مقالات الإسلاميين " للشيخ الأشعري ، و " الفرق بين الفرق " لعبد القادر البغدادي ، و " الملل والنحل " للشهرستاني ، وهؤلاء كلهم من أعلام الأشاعرة ، ويرجع إليهم في الوقوف على التفكير الأشعري ، وأما في غيره فلا يكون قولهم ونقلهم حجة في حقهم إلا إذا طابق الأصل " [10] .