نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 615
فهو الظلم وسحق الإنسانية . ونحن لا نقول ذلك ، انطلاقا من تاريخ الشيعة ، لأن الظلم لم يقتصر عليهم ، وإن كان نصيبهم أو فر ، بل شمل قطاعات واسعة من المجتمع الإسلامي ، بل لا نكون مجانبين للحقيقة إذا قلنا بأن المجتمعات التي دخلها المسلمون فاتحين على عهد الخلافة ، قد نالت قسطها من الظلم العربي ، إن صح التعبير . لأنه لا يمكن أن ينسب للإسلام ظلم . طبعا سيطلع علينا فقهاء المدارس السلطانية ووعاظ الملوك - وخصوصا الحنابلة والسلفيين منهم - بأن معاوية قد قتل الصحابة متأولا . وأن ملوك بني أمية أهلكوا الحرث والنسل وعبثوا بالأرواح والأعراض متأولين . وأن ملوك بني العباس فعلوا ذلك متأولين ، وهم فوق ذلك مأجورون ؟ ، لأن الحاكم إذا اجتهد فأصاب فله أجرين وإذا أخطأ فله أجر واحد ؟ . أقول لو صح ذلك فإن كارل ماركس كان محقا ومصيبا عندما أعلن بأن " الدين أفيون الشعوب " ؟ ! . إن هذا التراث الذي سيستفيد منه دعاة السلفية في شن حربهم الشعواء على الشيعة الآن وقبل ذلك ، لم يكن متراص الجوانب ، قويا ، يستطيع فعلا أن يسدد الضربات المؤلمة لمذهب الشيعة الإمامية الأصولي والفقهي . والسبب في ذلك يرجع إلى احتوائه على تناقضات كثيرة ، فأحاديث الإمامة وفضل علي وأهل بيته ، تملأ صفحات كثيرة من هذا التراث . أما المسائل الفقهية التي وقع الاختلاف حولها بين السلفية وأهل السنة من جهة ، والشيعة الإمامية من جهة أخرى ، فإن مصادر السلفية وأهل السنة بشكل عام ، تزخر بالأدلة حول هذه القضايا الفقهية . وبالجملة فليس هناك عقيدة أو فكرة يدعو لها الشيعة الإمامية إلا ولها مستند قوي ، ليس في القرآن وما صح من السنة لديهم ، بل ما صح من السنة لدى خصومهم . لذلك ترى المتشيعين من أبناء السلفية أو أهل السنة اليوم ، لا يرجعون في الاستدلال على عقائد الشيعة التي اعتنقوها إلى مصادر الشيعة
615
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 615