نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 617
والمنهج القرآني يدعم هذا القول وينتصر له ، لأنه كان يعرض أقوال الكفار والمشركين من أهل الكتاب وغيرهم ، ثم بعد ذلك يرد عليها بالنقد والتفنيد ، ولم نسمع أن أحدهم جاء للرسول مدعيا أن ما جاء في القرآن ، يخالف ما هم عليه . والقرآن يعرض لأقوالهم كما هي مهما كانت مخالفة للحقيقة أو الذوق السليم ، ثم بعد ذلك يرد عليها . " قالوا اتخذ الله ولدا " ؟ " إن الله فقير ونحن أغنياء " " وقالت اليهود يد الله مغلولة " إلى غير ذلك من الأمثلة . وعلى السلفيين اليوم أن يتبعوا منهج القرآن ، عليهم أن يعرضوا أقوال وعقائد خصومهم الشيعة الإمامية . وأن يستقوها من مصادرهم المعتمدة والمتفق عليها بين خاصهم وعامهم ، ثم بعد ذلك فليشمروا ساعدهم ولينقضوا عليها طعنا وتجريحا . ونحن لا نعتقد أنهم سيفعلون لأن ذلك سبيل إلى انفضاح كذبهم وتقولاتهم ؟ ! . أما نحن فلم نغفل هذا المنهج القرآني ، لقد حرصنا على الاستدلال بنصوص أخذناها من مصادرهم التي أعلنوا أنها معتمدهم ، ووثقنا ذلك بمراجعه ليرجع إليه عند التحقيق ، حتى لا يقال هذا محض افتراء وكذب ، لأن من تعوذ الكذب قد يرى الناس كذلك . إن الصراع المذهبي بين الشيعة وأهل السنة ظل منحصرا في الردود المكتوبة وداخل المدارس ، إلا ما كان من حرب السلطان لثوار الشيعة الذين رفعوا السلاح ، أو العناصر التي كانت تشكل خطرا دائما ولو بدون سلاح كالأئمة . لكن هذا الصراع لم تكن له تداعيات اجتماعية خطيرة إلا قليلا ، وفي فترات تاريخية محددة . لكن الصراع بين الشيعة الإمامية والسلفية لم يكن كذلك . لأنه وكما يظهر من وقائع التاريخ إن الحنابلة " السلفية " بعد ما استوى مذهبهم وكمل بناؤه . أخذوا على أنفسهم أن يحاربوا مناوئيهم ، من الشيعة وغيرهم ، ليس باللسان أو القلم ولكن باليد . وقد بسطنا القول في " أسلوب الدعوة " وكيف مارس الحنابلة دعوتهم لعقائدهم ، وتعرضنا لذكر الفتن الدامية التي كانوا
617
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 617