نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 614
وفروعه ، فقد تولت المذاهب المصطنعة خصيصا لهذا الأمر ، مواجهتهم والرد عليهم ، بحجج العقل والنقل ؟ . ما كاد القرن الرابع يلفظ أنفاسه الأخيرة ، حتى كان لخصوم الشيعة الإمامية ترسانة من الأدلة والوقائع ، احتضنتها مذاهب ومدارس ، وتراث ضخم يخدم هذا الغرض . وهذا التراث الضخم لم يخدم في الواقع الحقيقة بل خدم الملك والسياسة ، وساعد في توطيد حكم زائف محسوب على الإسلام حكم انتهكت فيه الكرامة الإنسانية ، وحقوق الإنسان الطبيعية باسم الإسلام . وكتب التاريخ ما زالت تقطر دما من فضائع اقترفها في حق الإنسانية حكام بني أمية وبني العباس ، ولا يمكن لأرباب المدارس الفقهية المعينين من طرف السلطان أن يبرروا هذه الجرائم ، مهما أوتوا من قوة الجدل واصطنعوا من حيل ومكر تشيب له الولدان ، لأن الظلم ، ظلم ، حتى الحيوانات العجماء تعرفه وتفر منه . يسأل هارون الرشيد أحد ندمائه عن ابنه هل يحفظ القرآن فيجيب بالتأكيد ، ولما يسأل الخليفة الابن ، لا يجده يحفظ من كتاب الله شيئا ، فيلتفت الخليفة إلى الأب ويقول له : قم وتقرب إلى الله بقتل ابنك ، فترتعد فرائص الأب عند القيام . لكن أحد الحضور يستدرك الأمر ويطلب من الخليفة أن يعفي الأب من قتل ابنه ويكلف غيره للقيام بذلك . وفعلا يقتل الشاب . هل هذا حكم الإسلام ؟ ! هل أمر الله بقتل من لم يحفظ كتابه ؟ ! . والغريب في الأمر ، أن أحدا لم يعترض على الخليفة . أو ينبهه إلى أن ذلك ليس حكم الإسلام ؟ ! بل الرجل الوحيد الذي تدخل ، فإنما رأفة بالأب الذي أمر بتنفيذ حكم الإعدام في ابنه . . إن نظام الخلافة الذي صنع له تراث ضخم من الأحاديث والتفسيرات والتأويلات ، لا يمكن أن يكون هو النظام الذي كان الإسلام ينشده . فالإسلام دين الإنسانية والعدل . أما ما هو مسطر في كتب التاريخ من يوميات الخلافة
614
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 614