نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 612
الأعداء الجدد للنظام الحاكم . كانت حرب معاوية للشيعة من أجل القضاء على فكرة الإمامة واستئصالها من التفكير الاجتماعي العام ، لأنها تشكل خطرا على ما كان يسعى له من تأسيس ملك إمبراطوري . أما العباسيون فقد انطلقوا من فكرة الإمامة وأحقية بني هاشم في الحكم والخلافة . لكنهم انتكصوا في ظروف يشرحها التاريخ ، وانقلبوا على أبناء عمومتهم ، وانفردوا بالملك . وأصبح الجامع بين الأمويين والعباسيين هو الخوف من وصول أئمة أهل البيت للحكم ، لأن وصولهم يقطع الطريق نهائيا على الأسرتين القرشيتين . فالإمامة عند أهل البيت لا تكون بالاختيار أو المؤامرات والدسائس الأسروية والقبلية ، وإنما بالنص والتعيين . لقد نص الرسول على علي بن أبي طالب وقال ( ص ) " الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا " ، ونص الحسين على إمامة ابنه زين العابدين ، الذي خلفه ابنه الباقر وهكذا إلى الإمام الثاني عشر . وبنو أمية كانوا على علم بذلك وكذا بنو العباس . لذلك فقد شكل وجود هؤلاء الأئمة تحديا دائما لملوك الأسرتين . فوجود الأئمة تشكيك في شرعية حكمهم ، خصوصا وفئات من الناس تؤمن بذلك وتعتقده ، وترفض الحكم القائم . وهذا الوجود الشخصي للأئمة جعل من الجرح لا يندمل أبدا ، عمقت شرخه الثورات المتتالية للشيعة ، وإن كان الأئمة لم يشاركوا فيها مباشرة . لقد ضاق العباسيون - وقبلهم بنو أمية - من وجود الأئمة درعا ، فراموا قتلهم بكل وسيلة ، وإذا تجرأ بنو أمية فقتلوا بحد السيف بعض الأئمة ، فإن بني العباس قد استخدموا وسائل أخرى ، منها السجن مدى الحياة لبعض الأئمة ودس السم لهم بعد ذلك . والنتيجة أن الشيعة وأئمتهم قد عانوا الأمرين خلال الحكم العباسي كذلك ، حتى قال : قائلهم يا ليت ظلم بني أمية دام لنا * وعدل بني العباس في النار
612
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 612