responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري    جلد : 1  صفحه : 611


منفيان ، وصاحبان مصطحبان في طريق واحد لا يؤويهما مؤو . فالكتاب وأهله في ذلك الزمان في الناس وليسا فيهم ، ومعهم وليسا معهم ! لأن الضلالة لا توافق الهدى ، وإن اجتمعا . فاجتمع القوم على الفرقة ، وافترقوا على الجماعة كأنهم أئمة الكتاب وليس الكتاب إمامهم ، فلم يبق عندهم منه إلا اسمه ، ولا يعرفون إلا خطه وزبره . ومن قبل ما مثلوا بالصالحين كل مثله ، وسموا صدقهم على الله فرية ، وجعلوا في الحسنة عقوبة السيئة . . " [9] .
* ظلم بني أمية وعدل بني العباس ؟ ! :
وبهذا الكلام يكون الإمام علي عليه السلام قد وصف عصر بني أمية بشكل مجمل وواقعي " فالكتاب يومئذ وأهله طريدان منفيان " ؟ ! . لقد قتل معاوية الإمام الحسن ، وقتل ابنه يزيد الإمام حسين في واقعة كربلاء . واستمر القتل في الشيعة وأئمتهم الواحد بعد الآخر ، حتى قال قائلهم " إن القتل أصبح لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة " ، وقولهم " ما منا إلا مقتول أو مسموم " .
وهكذا كان الحكم الأموي وبالا على الإسلام والشيعة ، واكتوى بناره غيرهم ، ففي وقعة الحرة بالمدينة المنورة قتل الآلاف من التابعين ، وهتكت أعراض نساء المسلمين ، لأنهم رفضوا بيعة يزيد ، فكان جزاؤهم ما هو مسطور في كتب التاريخ .
استمر السيف يحصد رقاب الشيعة طوال الحكم الأموي . وإن كانوا قد تنفسوا الصعداء مع بداية الحكم العباسي ، إلا أن هذه الهدنة لم تدم طويلا ، فالحكم العباسي الذي قام على تضحيات الشيعة ومعاناتهم ، ورفع شعار " الحكم للرضا من آل محمد " سيتنكر للعلويين . لأن بني العباس قرروا الاستئثار بالملك والخلافة دونهم ، وبدأت حرب الاستئصال من جديد ، عمقتها الثورات الكثيرة التي تزعمها ثوار الشيعة من العلويين . الذين أصبحوا



[9] نهج البلاغة ، الخطبة 147 . أنظر صبحي صالح ص 205 .

611

نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري    جلد : 1  صفحه : 611
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست