نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 610
عدي وأصحابه الذين امتنعوا عن لعن الإمام علي [8] . وهكذا سن الأمويون لعن الإمام على المنابر طوال فترة حكمهم . وسالت دماء الشيعة والموالين في كل بقعة ومكان . وعوملوا بشدة وقسوة لم يشهد لها التاريخ مثيلا . وتبع ذلك تحريف واسع النطاق للإسلام ووقائعه التاريخية . تتبع معاوية أفعال الإمام علي وأقواله وتاريخه الجهادي ، فأمر الرواة الكذبة بتحريف كل ما ورد في ذلك وظهر للوجود كم هائل من الأحاديث والروايات تشرع ، تحلل وتحرم ، وتزيف تاريخ الدعوة الإسلامية . وقد كان معاوية وبنو أمية من بعده كرماء أسخياء في دعم هذه الحركة ، حركة التزوير الكبير للإسلام وتاريخ رجالاته . أما الإمام علي فقد كان يعلم ما سيقع بعد موته من استيلاء بني أمية على الحكم ، لأن الرسول ( ص ) كان قد أخبره بذلك قبل موته . يقول عليه السلام : " . . . إنه سيأتي عليكم من بعدي زمان ليس فيه شئ أخفى من الحق ، ولا أظهر من الباطل ، ولا أكثر من الكذب على الله ورسوله ، وليس عند أهل ذلك الزمان سلعة أبور من الكتاب إذا تلي حق تلاوته . ولا أنفق منه إذا حرف عن مواضعه ، ولا في البلاد شئ أنكر من المعروف ، ولا أعرف من المنكر ! فقد نبذ الكتاب حملته ، وتناساه حفظته ، فالكتاب يومئذ وأهله طريدان
[8] قتل معاوية ابن أبي سفيان حجر بن عدي وثلاثة عشر من أصحابه في مرج عذراء قرب دمشق وقد روي عن الرسول ( ص ) : " سيقتل في عذراء سبعة نفر يغضب الله لهم وأهل السماء " وقد عاتبت أم المؤمنين عائشة معاوية على قتلهم فقال أنه قدر محتوم . ومن المحزن حقا والباعث على الأسى الكبير ، إن حجر بن عدي كان أول من وطأت قدمه هذه المنطقة فاتحا في سبيل الله . وقد قال لما وصلها مكبلا في الحديد : " الحمد لله . . أما والله إني لأول مسلم نبحت عليه كلابها ، ثم أنا اليوم أحمل مصفودا إليها " . قتل هذا الصحابي بسيف معاوية ، وقبله قتل ابنه همام أمام عينيه لكن عزاءه كان فيما سمعه من رسول الله ( ص ) : " يا حجر تقتل في محبة علي صبرا ، فإذا وصل رأسك إلى الأرض مادت وأنبعت عين ماء ، فغسلت الرأس " . أنظر حجر بن عدي الثائر الشهيد ، محمد فوزي ، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات ، بيروت .
610
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 610