نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 609
وميتا ؟ فانفذوا على بصائركم . . " [6] . وغير ذلك من الخطب والمواقف التي صرح فيها بأنه الوصي والخليفة الشرعي . لقد جاءت تصريحاته وخطبه لتعيد إلى الأذهان من جديد مشكل خلافة الرسول الذي كان قد غض الطرف عنه بعد ما انشغل المسلمون في حروب الردة . فآمن الكثير من المسلمين بإمامته وأحقيته ، وصرح بذلك بعض الصحابة الذين لم يكونوا يستطيعون إعلان ذلك . وعليه فلم تعد موالاة علي تقتصر على بني هاشم ولفيف من الصحابة . بل أصبحت الموالاة عامة ، تشمل فئة عريضة من المجتمع الإسلامي ، وخصوصا في الكوفة وأقاليم العراق . لأن الإمام كان قد نقل مركز الخلافة إلى هناك . هذه الفئة التي ستصبح بعد ذلك تيارا متميزا ، بعد ما استحوذ بنو أمية على الخلافة وحولوها إلى ملك عضوض . * انطلاق حروب الاستئصال : لقد كان انتصار معاوية واستلامه الخلافة من الحسن بن علي ، الإعلان الرسمي لشن الحرب على أتباع علي بن أبي طالب ومناصريه ، وكل من آمن بخلافته وإمامته . فقتل الإمام الحسن مسموما على يد معاوية . وتبعه قتل وتشريد كل من عرف بموالاته عليا وأهل بيته . قطعت الأيدي وسملت الأعين ، وهدمت المنازل على أصحابها وأعلنت البراءة من أتباع علي ومحبيه ، ومنعوا أرزاقهم من بيت مال المسلمين [7] ، وقتلوا أينما وجدوا . لم يقتصر القتل على عامة الناس بل قتل معاوية بعضا من كبار الصحابة مثل حجر بن
[6] شرح نهج البلاغة ، الدكتور صبحي صالح ، الخطبة 197 ، ص 311 . [7] جاء في العقد الفريد عن معاوية بن أبي سفيان قوله : " انظروا إلى من قامت عليه البينة أنه يحب عليا وأهل بيته فامحوه من الديوان وأسقطوا عطاءه ورزقه " . وجاء فيه كذلك " من اتهمتموه بموالاة هؤلاء القوم فنكلوا به واهدموا داره " ، ابن عبد ربه ، ج 4 ص 366 .
609
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 609