نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 61
وانتشار مذهبه في الآفاق ، مدرسة كلامية في العقائد تقابل مدرسة الاعتزال . وسيكون لها منهجها الخاص في تناول العقائد وترتيبها وتفريعها والدفاع عنها . لم يكن لأهل الحديث مدرسة فكرية عقائدية متكاملة أو مدونة يجتمعون عليها قبل الأشعري وتلامذته . إنما تشاطرتهم عدة آراء وأفكار ومعتقدات متضاربة سيتميز فيها تيار الحشو السلفي ، الذي سيكون لنفسه فيما بعد مذهبا خاصا في الأصول بعد ظهور المحدث الكبير أحمد بن حنبل على الساحة الدينية الإسلامية واشتهاره . وأتباع أبي الحسن الأشعري عندما يعرضون لمنهج أستاذهم وطريقته الجديدة التي أتى بها ، لا يعتبرونه مجرد عالم بالعقائد يتبع أصحاب الحديث وعلى رأسهم أحمد بن حنبل ، بل أكدوا على أن منهجه هو التوفيق بين طرفين متقابلين . ولدينا شاهد واضح على ذلك هو نص طويل للجويني يذكره ابن عساكر في " تبيينه " . فالقاضي المشهور يبين كيف اتبع إمامه ، في أمهات المسائل طريقا وسطا بين إفراط المعتزلة وتفريط الحشوية ، وهم في الحقيقة من غلاة الحنابلة [67] . ويرى الدكتور مصطفى الشكعة أن الإمام أبا الحسن الأشعري قد استطاع أن يصدر أحكاما في قضايا العقائد في جو من الاعتدال والصفاء بعيدا عن التهور والاندفاع ، بالرغم من أن بعض الفقهاء ارتابوا في عقيدته وأن " الحنابلة " رموه بالكفر ، فإن ذلك لم ينهض دليلا على زيغه [68] بل نصره كبار العلماء كأبي بكر الباقلاني وإمام الحرمين الجويني والإسفرائيني وغيرهم من الأعلام الذين تبنوا أفكاره بعد موته . وقد سمي هؤلاء الأعلام رأي الأشعري بمذهب " أهل السنة والجماعة " [69] . ويعزز ابن خلدون المؤرخ هذا الرأي كذلك ،
[67] لويس غرديه ، وج قنواتي ، فلسفة الفكر الديني بين الإسلام والمسيحية ، ج 1 ص 102 . [68] الدكتور مصطفى الشكعة ، إسلام بلا مذاهب ، الدار المصرية للطباعة والنشر بيروت ص 462 . [69] فلسفة الفكر الديني ، م س ، ج 1 ص 92 .
61
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 61