نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 62
حينما يعلن بأن منهج الأشعري توسط بين الطرق . وقد ذهب الدكتور الشكعة وغيره من المؤرخين إلى أن أول من لقب " بأهل السنة " هم الأشاعرة . حيث أصبح المذاهب الذي خرج به أستاذهم هو بالذات " مذهب أهل السنة " في الإسلام [70] وبعد ظهور أبو منصور الماتريدي وتصنيفه في العقائد " قرر الكثير من علماء المذهب الحنفي أن النتائج التي وصل إليها تتفق تمام الاتفاق مع ما قرره أبو حنيفة في العقائد . كما قرروا أن آراء أبي حنيفة في العقائد هي الأصل الذي تفرعت منه آراء الماتريدي " . وقد خالف الماتريدي أصحاب الحديث جميعا لأنه اعتمد على العقل بإرشاد الشرع ، كما أوجب النظر العقلي . ولذلك اعتبر هذان المذهبان في العقائد والأصول هما " مذهب أهل السنة الكلامي " في مقابل المعتزلة وحشوية الحنابلة . لقد سلكت مدرسة الأشعري والماتريدي - كما يقول المؤرخون من أهل السنة - سبيل التوسط والتوفيق ، الأشعري توسط بين أهل الحديث والمعتزلة ، والماتريدية توسطوا بين الأشاعرة والمعتزلة ، ينتصرون لأهل الحديث حينا ، ولبعض آراء المعتزلة حينا آخر . وقد عرفت مدرسة الأشعري الكلامية خصوصا ، شهرة واسعة وانتشارا كبيرا ، غطت معه أو كادت على مدرسة الماتريدي الكلامية . وعلل بعض المؤرخين ذلك إلى انطلاقة هذه المدرسة من بغداد عاصمة الخلافة الإسلامية ، وتبني بعض الحكومات لمذهبها العقائدي بالخصوص . ومهما يكن فقد نال الأشعري بذلك منزلة عظيمة وصار له أنصار - كما يقول الشيخ أبو زهرة - فتعقب خصومه من المعتزلة وأهل الأهواء والكفار ، وبث أنصاره في الأقاليم يحاربون خصوم
[70] المدخل إلى دراسة الأديان والمذاهب ، العميد عبد الرزاق محمد أسود ، الدار العربية للموسوعات ، بيروت ط 1 - 1980 م ، ج 3 ص 221 .
62
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 62