responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري    جلد : 1  صفحه : 608


يصلي على يد أعرابي جلف لم يعرف الحق يوما ، فيعرف أصحابه . بل اختلطت عليه المعالم هو وصحبه الذين طلبوا الحق فأخطأوه . فمكنوا للباطل ودعموه . قتل علي بن أبي طالب بيد الجهل والغباء ، فماتت معه آمال عريضة في التغيير ، وتحقيق العدالة الإسلامية ، وأجهض النموذج السياسي الذي بشر به الإسلام . رحل علي عليه السلام . ودفنت مع جثمانه الطاهر ، حقائق كثيرة ، وأجوبة متعددة لمسائل ما زلنا لم نجد لها جوابا إلا الآن .
فاز الإمام علي بالشهادة ، لكن الأمة خسرت الكثير ، من العلم والمعرفة والحقيقة ، كان عليه السلام يخاطب رعيته " اسألوني قبل أن تفقدوني " فكان البعض منهم يتقدم إليه سائلا عن النملة التي أنذرت قومها من جيش سليمان هل كانت ذكرا أم أنثى ؟ ! .
كان علي يريد أن يغير [5] ، أن يعيد الأمور ، كل الأمور إلى نصابها ، أن يعلم الأمة التأويل الحقيقي والواقعي للوحي ، وأن يجسد المثال والقدوة للإنسان الكامل الذي دعت الأديان لصنعه وإخراجه إلى حيز الوجود الواقعي .
لكن رياح الأهواء والجهل ، وقفت سدا منيعا أمام طموح الإمام . فلم يحقق من طموحه إلا النزر ؟ القليل ، وإن كان قد استطاع أن يقف على منابر الكوفة معلنا للجميع أنه الإمام الذي اختاره الإسلام ، وأنه وليس غيره ، الخليفة الشرعي لرسول رب العالمين . يقول عليه السلام ، " . . . لقد قبض رسول الله - صلى الله عليه وآله - وأن رأسه لعلى صدري . ولقد سالت نفسه في كفي ، فأمررتها على وجهي . ولقد وليت غسله - صلى الله عليه وآله - والملائكة أعواني ، فضجت الدار والأفنية ، ملأ يهبط ، وملأ يعرج ، وما فارقت سمعي هينمة منهم ، يصلون عليه حتى واريناه في ضريحه . فمن ذا أحق به مني حيا



[5] قال عليه السلام في إحدى خطبه : " لو قد استوت قدماي من هذه المضاحض لغيرت أشياء " أنظر شرح نهج البلاغة لمحمد عبده ، منشورات الأعلمي ، ج 4 ، ص 66 .

608

نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري    جلد : 1  صفحه : 608
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست