responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري    جلد : 1  صفحه : 607


وعمقت شرخ الاختلاف بينهم .
أما بني أمية الذين استفادوا كثيرا من خلافة عثمان ، فقد شعروا بأنهم على وشك أن يخسروا كل شئ . لقد قتل عثمان لأنه وزع أموال المسلمين على بني أمية ، والآن جاء الوقت لاسترجاعها منهم . والاقتصاص لكل المظالم التي اقترفتها أيديهم . وكان الإمام علي عازما على تطبيق العدل الإسلامي بحذافيره . وأول ما فعل أقال ولاة عثمان على الأقاليم ، ووضع غيرهم .
لكن معاوية الأموي رفض الإقالة وأعلن العصيان على الإمام علي ولم يدخل في بيعته ، بل أعلن خروجه للمطالبة بدم عثمان والقبض على قتلته .
وهو الذي لم ينجده لما طلب نجدته ، بل ترك الثوار يجهزون عليه . لقد استفاد معاوية بن أبي سفيان من جهل أهل الشام الذين لم يكونوا يعرفون عن علي وأهل بيت الرسول شيئا . بل إن فهمهم للإسلام لم يكن بالمستوى الذي يميزون به بين الحق والباطل . وإذا كان الخليفتان الثاني والثالث قد أطلقا يده في حكم الشام . فإنه قد توج نفسه ملكا ، وتصرف تصرف الملوك والأباطرة .
ولم يعر للدين الجديد الاهتمام المطلوب لنشره أو ترسيخه في نفوس الجماهير الشامية .
لقد أثمرت هذه السياسة الأموية ما كان مطلوبا منها ، فجهز معاوية جيش الشام الذي كان حسب قوله " ولا يفرق أصحابه بين الناقة والبعير " وبدأت الحرب ، حرب الدجل والخداع ، حرب لا أخلاقية استخدم فيها معاوية كل الأساليب الغير مشروعة ، لإجهاض نموذج الإمامة في السياسة ، الذي بدأ الإمام علي يؤسس له ، حيث أعاد إلى الأذهان والواقع كل الأحاديث التي رويت في فضله وفي أحقيته في الإمامة والخلافة ، وأعطى الأدلة الواقعية على ذلك ، من علمه وحلمه وحكمته ، وقدرته على الحكم والفصل من أدق المسائل وأعقدها .
لقد انتهت " حروب التأويل " التي خاضها الإمام بمقتله في المحراب وهو

607

نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري    جلد : 1  صفحه : 607
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست