نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 595
- ويحتفظ لنفسه بنسخة من فتاويه ليتعبد بها . هناك بالطبع اختلافات بين المقلدين الذين تتقاسمهم مرجعيات متعددة ، لكن المجتمع الإمامي يعيش انسجاما على مستوى التعبد والالتزام بالواجبات الإسلامية . كما كان عليه أهل السنة سابقا ، هذا الفريق يقلد الإمام مالك ، وهذا الفريق يقلد الشافعي ، وآخر يقلد مجتهدا ثالثا . هناك مذاهب اجتهادية محددة وواضحة المعالم ، يقف وراءها فقهاء ومجتهدون حرفتهم الفقه ، وشغلهم الاجتهاد والاستنباط ، ودراسة العلوم الإسلامية للتبحر فيها واستيعاب قضاياها . فالإمامي إما أن يكون مقلدا مهما كانت درجة أعلميته وثقافته . وإما مجتهدا يستطيع استنباط الأحكام لنفسه أو لغيره من المقلدين . أما ما هو موجود الآن في مساجد ومنتديات غير الشيعة ، من الاختلافات الكثيرة حول الوضوء والصلاة واللباس والأكل وغير ذلك . فلا وجود له بتاتا لدى الإمامية . إن الدعوة إلى نبذ التقليد ، ومطالبة الناس بأخذ الأحكام الدينية مباشرة من الكتاب والسنة ، دعوة فيها الكثير من المغالطات ، لكن يراد بها أن تحقق بعض الأهداف ، وهي فعلا سائرة نحو تحقيق ذلك . وهي بدعة منكرة لم يعرفها السلف الصالح الذين وضعوا أسس الاجتهاد والتقليد . ولم يسمع من أحدهم أنه طلب من كافة الناس أن يقرأوا الأحاديث والتفاسير ، وأن يعملوا بما يصلون إليه . ولكن علم أن الجاهل منهم كان يرجع للعالم ، كانت الناس ترجع للصحابة بعد رسول الله ( ص ) يسألونهم الحكم ورأي الإسلام في كل قضية ، وكذا من التابعين ، وليس التقليد سوى ذلك ، رجوع الجاهل للعالم ، ولما ظهر الأئمة والفقهاء المختصون قعدوا القواعد ، و أصبح الاجتهاد علما دقيقا ومتفرعا ، غير متيسر لأي كان أن يبلغ درجته . وهذه معلومات تاريخية تملأ بطون الكتب ولا يمكن التنكر لها . ويكفي أن نذكر السلفية بما قاله زعيمهم وإمام مذهبهم أحمد بن حنبل
595
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 595