نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 594
الاحتياط ، ولا يعرف ذلك إلا القليل ، فعمل العامي غير العارف بمواضع الاحتياط من غير تقليد باطل [98] . ويقول الشيخ السبحاني : " للاجتهاد مؤهلات وشرائط محررة في محلها ، أعظمها وجود ملكة قدسية يقتدر معها الإنسان على استخراج الفروع عن الأصول ، وأما الإفتاء بالحكم على ضوء النص الصريح الوارد فيه فليس إلا مرتبة ضعيفة من الاجتهاد . والاجتهاد المطلق يستدعي ذهنا وقادا مشققا للفروع ومستخرجا إياها من الأصول إلى غير ذلك مما يقوم به أئمة الفقه " [99] . وبما أن باب الاجتهاد لم يقفل عند الإمامية ، فإن عامة الشيعة ومتعلميهم وطلبة العلوم الشرعية يقلدون الفقهاء المجتهدين . فكل فقيه وصل درجة الاجتهاد بعد تحصيل شروطه ، يحق له أن يكتب فتاويه ويصدرها على شكل مسائل مرتبة ومبوبة تشمل جميع القضايا الدينية والحياتية ، من الوضوء والطهارات ، إلى أدق المسائل والمشكلات التي تواجه المسلم الشيعي في حياته اليومية . لذلك من النادر جدا أن يخلو البيت الشيعي من هذه الكتب الخاصة بالمسائل والفتاوي . وعليه فالخلافات والاختلافات في الفروع الفقهية تكاد تنعدم في المجتمع الشيعي الإمامي ، لأن غالبية الناس تقلد الفقهاء المجتهدين ، وهم بكثرة في الحوزات ( المدارس ) العلمية . ولن تجد قارئا أو مفكرا أو عالما مهما بلغ علمه وثقافته يفتي الناس في الأمور الفقهية إن لم يكن فقيها مجتهدا مشهودا له بالفقاهة والعلم . فتجد الرجل منهم متبحرا في علوم العربية وله ثقافة إسلامية واسعة ، لكنه يقلد أحد المراجع - الفقهاء المجتهدون
[98] تحرير الوسيلة ، آية الله العظمى السيد روح الله الموسوي الخميني ، ج 1 ، فروع التقليد ، ص 5 . [99] السبحاني ، م س ، ج 1 ص 313 .
594
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 594