responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري    جلد : 1  صفحه : 589


يستلم الوهابيون زمام توجيهها كانت قد انطلقت من الفكر الإخواني المصري في الغالب الأعم ، وهذا الفكر كان يدعو أبناءه إلى الالتحاق بالمدارس والكليات العلمية ، والاجتهاد في التحصيل العلمي الطبيعي لكي يعرف عامة المسلمين والغرب أن الإسلام دين العلم والتقدم . وليس كما يشاع عنه أنه دين الخرافات والتخلف . لذلك فقد شهدت فترة السبعينات سيطرة الإسلاميين الفعلية على المقاعد الأولى في الكليات العلمية وبرز منهم متفوقون ونابغون في الطب وعلوم الفيزياء والرياضيات . وكان هؤلاء إلى جنب ذلك إسلاميون يشاركون في النشاط الدعوى والإسلامي العام .
لكن الانتكاسة التي عرفها هذا الفكر المتنور والضربة المؤلمة التي وجهها له غزو الفكر السلفي للساحة الإسلامية ، قد حولت اتجاه أبناء الصحوة ، فبدل الالتحاق بالمعاهد والكليات العلمية ، ثم التوجه والانكباب على كليات الدراسات الإسلامية خاصة . بل أصبح متعارفا لدى أبناء السلفية الابتعاد عن دراسة العلوم العصرية واللغات الأجنبية لأن ذلك لا يقرب إلى الله [94] .
ونحن عندما نشير إلى هذه الحقائق بالذات ، فإنما للإشارة إلى أن الكثير من أبناء الصحوة الإسلامية الذين تأثروا بالفكر السلفي وكانوا يتابعون دراساتهم في المدارس أو الجامعات وينتسبون للمعاهد والكليات العلمية . فحضهم من علوم العربية بسيط ، ومعرفتهم بالشريعة وتاريخ الإسلام هزيلة . لكنهم وبفضل الفكر السلفي أصبحوا مجتهدين ، يتصفح الواحد منهم كتب الحديث ويأخذ منها ما يشاء من أفكار وأحكام ، ثم يبدأ في الدعوة والتبليغ وممارسة ما قرأه وما اعتقده . وهذه الفئة صعبة المراس في النقاش ، وغير مستعدة للتنازل عما تؤمن به . أما إذا ذكرت لهم سند الحديث وفقه متنه ، أو أن اختيار العلماء



[94] يقول صاحب كتاب العقيدة الوسطية ، وهو سلفي معاصر معلقا على قول عمر بن الخطاب " ما تعلم رجل الفارسية إلا وخب ، وما خب رجل إلا ونقضت مروءته " ، يقول هذا السلفي : " بلغ يا أخي هذا الكلام للذين يتعلمون اللغة الإنجليزية ؟ ! .

589

نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري    جلد : 1  صفحه : 589
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست