نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 588
عن ذلك ، قالوا لقد كان الصحابة قبلنا يتهربون من الفتوى وهم أعلم منا وأعرف بالإسلام وبالقرآن والحديث . أما تلامذة هؤلاء السلفية فإنهم لا يجدون حرجا في الحكم أو القضاء في مسائل دقيقة . تحتاج إلى المختصين في الشريعة الإسلامية . لكن الأدهى والأمر ، ليس قيام بعض الطلبة وأنصاف المتعلمين بالاجتهاد والإفتاء فقط . ولكن دخول العوام من الفعلة والحرفيين والتجار في هذا الباب . فما دام قد أصبحوا سلفيين : أطلقوا لحاهم وقصروا ثيابهم وكحلوا عيونهم ، فإن شروط الاجتهاد قد كملت فيهم . وليس أصعب على العالم من نقاش هذه الطبقة الجديدة من المجتهدين . يقول الدكتور البوطي : إن هؤلاء الذي نحب أن نرشدهم إلى الجادة والسبيل القويم ، ليس فيهم من يقبل تقليد أي إمام من الأئمة الأربعة وأنما الكل يزعم الأخذ من الكتاب والسنة مباشرة ، وطالما رأينا أشباه الأميين من هؤلاء الناس وأن أحدهم لا يقبل على أي حال فتوى إمام من الأئمة الأربعة حتى نكشف له عن دليل هذا الإمام والحديث الذي اعتمده ، ثم نشرح له بعد ذلك قوة الدليل وصحته وسند الحديث ومستوى رجاله ، كأنه خبير حقا بعلم السند والأدلة والرجال ، فإما صحح مذهب هذا الإمام بعد ذلك أو شطب عليه بالتخطئة والتسفيه ! [93] . * مذاهب فقهية بالآلاف : وعليه فإننا اليوم أمام مذاهب فقهية تعد بالآلاف ، فكل سلفي ، عالم بالشريعة أو أمي هو مشروع مذهب فقهي وأصولي متكامل . وليس ذلك مبالغة منا لأن الواقع يشهد بصحة ما نقول وزيادة . وهناك ملاحظة أود أن أشير إليها وهي أن الصحوة الإسلامية قبل أن