نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 579
تعمله ( تحمله ) إلا زيارتي كان حقا علي أن أكون له شفيعا يوم القيامة . وروي أيضا عن عبد الله بن عمر عن النبي ( ص ) أنه قال : من حج فزار قبري بعد وفاتي كان كمن زارني في حياتي . وأما فعله ، فقد روي عن طلحة بن عبد الله قال : خرجنا مع رسول الله يريد قبور الشهداء إلى أن قال : فلما جئنا قبور الشهداء ، قال : هذه قبور إخواننا [81] . أما الإجماع فإطباق السلف والخلف ، لأن الناس لم يزالوا في كل عام إذا قضوا الحج يتوجهون إلى زيارته ( ص ) ، وأن منهم من يفعل ذلك قبل الحج ، قال السبكي : هكذا شاهدناه ، وشاهده من قبلنا وحكاه العلماء عن الأعصار القديمة ، وكلهم يقصدون ذلك ويعرجون إليه وإن لم يكن طريقهم ، ويقطعون فيه مسافة بعيدة ، وينفقون فيه الأموال ، ويبذلون فيه المهج ، معتقدين إن ذلك قربة وطاعة ، وإطباق هذا الجمع العظيم من مشارق الأرض ومغاربها على مر السنين وفيهم العلماء والصلحاء وغيرهم يستحيل أن يكون خطأ ، وكلهم يفعلون ذلك على وجه التقرب به إلى الله عز وجل ، ومن تأخر فإنما يتأخر بعجز أو تعويق المقادير من تأسفه عليه ، وود لو تيسر له ، ومن ادعى إن هذا الجمع العظيم مجمع على الخطأ فهو المخطئ [82] . وأقوال علماء أهل السنة في استحباب الزيارة لقبر الرسول كثيرة جدا وقد تتبع بعضها المحقق الأميني وجمعها في موسوعته القيمة منها : قال أبو الخطاب محفوظ بن أحمد الفقيه البغدادي الحنبلي المتوفى ( سنة 510 ه ) في مناسكه : إذا كمل لك حجك وعمرتك على الوجه الشروع ، لم يبق بعد ذلك إلا إتيان مسجد رسول الله للسلام على النبي والدعاء عنده ، والسلام على صاحبيه ، والوصول إلى البقيع وزيارة ما فيه من قبور الصحابة والتابعين .
[81] أخرجه أبو داود في سننه ، ج 1 ، ص 311 . [82] بحوث في الملل والنحل ، م س ، ص 142 - 143 .
579
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 579