نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 577
وقالت الوهابية لا تجوز زيارة قبور الأئمة ولا تشد الرحال من الأماكن البعيدة لأجل زيارة قبر النبي ( ص ) ، وأنها من الشرك وعبادة لغير الله تعالى [77] . أما أهل السنة والإمامية فاتفقوا على جواز زيارة القبور ، ويظهر ذلك لمن راجع الكتب الفقهية الحديثية . ويكفي في ذلك ما أفتى به أئمة المذاهب الأربعة حيث جاء في كتاب " الفقه على المذاهب الربعة " ما يلي : " زيارة القبور مندوبة للاتعاض وتذكر الآخرة ، وتتأكد يوم الجمعة ويوما قبلها ويوما بعدها . وينبغي للزائر الانشغال بالدعاء والتضرع والاعتبار بالموتى ، وقراءة القرآن للميت فإن ذلك ينفع الميت على الأصح ، إلى أن قال : ولا فرق في الزيارة بين كون المقابر قريبة أو بعيدة ، بل يندب السفر لزيارة الموتى خصوصا مقابر الصالحين ، وأما زيارة قبر النبي ( ص ) فهي من أعظم القرب " [78] . ومن الروايات التي تحث على زيارة القبور قوله ( ص ) : " قد كنت نهيتكم عن زيارة القبور فقد أذن لمحمد في زيارة قبر أمه فزوروها فإنها تذكر بالآخرة " . رواه الخمسة إلا البخاري واللفظ للترمذي . ولا تنحصر الروايات الواردة في هذا المجال بهذا ، بل هناك روايات متضافرة جمعها العلامة السمهودي في كتابه " وفاء الوفاء " [79] . أما الحديث الذي تشبث به ابن تيمية والوهابية فقد تعرض له العلماء بالشرح والتحليل وأوضحوا المقصود منه . فقد روي عن الرسول ( ص ) أنه قال : " لا تشد الرحال إلا إلى ثلاث مساجد : المسجد الحرام ، ومسجد النبي ، والمسجد الأقصى " رواه البخاري عن أبي هريرة .
[77] البراهين الجلية ، ص 64 . [78] الفقه على المذاهب الأربعة ، ج 1 ص 424 - 425 ، آخر كتاب الصلاة . أنظر التوحيد والشرك ، م س ، ص 206 . [79] التوحيد والشرك ، ص 207 .
577
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 577