نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 539
التفريض - كابن عباس وغيره من الصحابة . أما تأويل * ( جاء ربك ) * بجاء أمره فقد نقل عن الإمام أحمد بن حنبل . أما من نهج التأويل وخاض غماره بشكل كامل ، فهم بلا شك المعتزلة ، وتبعهم بعد ذلك أغلب تلامذة الأشعري إلا في القليل من المواضع . ويبقى القسم الأخير وهو موقف حشوية أهل الحديث والحنابلة الذين تشبثوا بمعاني الألفاظ حسب ظواهرها . وهذا ما يعبر عنه بالتكييف ، وعليه المجسمة وأصحاب الجهة والتشبيه - خذلهم الله سبحانه - وهو يستلزم أن يكون سبحانه جسما ، أو جسمانيا جالسا على كرسي جسماني ، ناظرا من عرشه إلى تحته كنظر الملك الجبار إلى عبيده وغلمانه [5] . * ال " بلا كيف " ؟ : أما إذا بحثنا عن ابن تيمية وأين موقفه في هذه المراتب الثلاث ، فإننا فسنجده ينطلق من المرتبة الثالثة ، ليقوم بتعديل أو " عقلنة " لمنطلقاتها ، وصولا إلى تأكيد أحقيتها وسلامتها ، ومن ثم جعلها مذهبا للسلف الصالح . فالصفات الواردة في الآيات أو الأحاديث لا بد من إجرائها على نفس المفاهيم اللغوية الظاهرية الابتدائية ، والإيمان بمدلولاتها التصورية ، لكن " بلا كيف " . والفرق بين هذا القول والقول الأول ، هو أن القول الأول يثبت المعاني مع الكيفية ، وهذا القول يثبتها بنفس المعاني لكن بلا تكييف " [6] . فالاستواء على العرش والجلوس عليه عند ابن تيمية حقيقة ، كل ما هناك أننا نجهل الكيف ! . وهذا الكيف لا شك أنه يليق بجلال الله وعظمته . وعلى هذا المنوال يمكن أن نفهم باقي الصفات الخبرية التي اختلف حولها . وعليه فإذا كان بسطاء الحشوية لا يتبرمون من التجسيم أو التشبيه ، بل يعتقدونه ويدافعون عنه . فإن ابن تيمية جاء ليعدل هذا الوضع . لأن هذه التهمة التي
[5] السبحاني ، مرجع سابق ج 4 ص 119 . [6] نفسه ، ص 119 .
539
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 539