نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 538
وإذا أضفنا إلى ذلك تراث حشوية الحنابلة بكل ما تضمنه من ذكروا تفسير للصفات الخبرية سواء ما جاء في القرآن أم ذكرته الأحاديث ، فإن المحصلة النهائية لدى الطرفين لا تعدو أن تكون الإيمان والإقرار بأن جميع الصفات الخبرية يجب أن تفهم حرفيا وأن نعتمد ظهورها التصوري الابتدائي ، دون الالتجاء إلى محاولة التأويل ، أو البحث عن معاني مجازية أو كنائية قد تكون مشروعة لغة ومستعملة في الخطاب العربي عامة والقرآني على وجه الخصوص . * آراء الفرق الإسلامية في الصفات الخبرية : والذي يراجع مواقف الفرق الإسلامية بخصوص أخبار الصفات يجدها كما قال ابن الجوزي الحنبلي على ثلاث مراتب : أحدها : إمرارها على ما جاءت ، من غير تفسير ولا تأويل ، إلا أن تقع ضرورة ، كقوله تعالى : * ( وجاء ربك ) * أي جاء أمره ، وهذا مذهب " السلف " . والثانية : التأويل وهو مقام خطر . إلا ما كان على نحو المثال المتقدم ، وإنما تكمن خطورة التأويل في الافراط فيه إلى حد التعطيل . أما الثالثة : القول فيه بمقتضى الحس ( أي إجراء المعنى بحسب الظاهر ) ، وقد عم جهلة الناقلين ، إذ ليس لهم حظ من علوم المعقولات التي يعرف بها ما يجوز على الله تعالى ، وما يستحيل ، فإن علم المعقولات يصرف ظواهر المنقولات عن التشبيه ، فإذا عدموها تصرفوا في النقل بمقتضى الحس " [4] . أما قول ابن الجوزي بالنسبة لمن كان يؤمن بإجرائها دون تفسير أو تأويل إلا اضطرارا : " وهذا مذهب السلف " فالمقصود به مجموعة من رجالات السلف وليس كلهم ، لوجود من ذهب إلى تأويل ، - وإن علم عن أكثرهم