نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 520
البدوية . حيث ترك الشباب الجزائري المسلم لحاهم تطول وتكبر دون أي ترتيب أو تنسيق ، ولبسوا الثياب والدشاديش البيضاء ورفعوها فوق الكعب . حتى كادت تصل الركب ولبسوا النعال بدل الأحذية ، واتخذ بعضهم لنفسه عصا يتكئ عليها . كل ذلك إحياء للسنة واتباعا لطريق السلف الصالح رضوان الله عليهم أجمعين . وهكذا انتشرت في الجزائر بعض المشاهد المضحكة المبكية ، وبعض المظاهر القبيحة كذلك ، والتي ركزت الصحافة الفرنسية - بالخصوص - على تصويرها ووضعها على أغلفة الصحف ، صور تثير الاشمئزاز والخوف لدى المسلمين قبل غيرهم . إنك تجد الشاب في مقتبل العمر ، يترك لحيته تكبر وتطول دون أن يحلقها أو يرتبها لأن ذلك حرام قد يسقط فاعله في الكفر ، فترى مجموعة شعيرات في ذقنه قد طالت بشكل يثير الضحك ، بينما انتشرت شعيرات صغيرة ومتفرقة على باقي أطراف وجهه . وإذا أضفنا إلى ذلك شكل اللباس الذي يوحي بالفقر والدروشة ، تكتمل الصورة . صورة الشكل السلفي للإنسان المسلم . وما يزيد في الطين بلة أن أي انحراف عن هذه الصورة بترتيب اللحية أو اقتناء ثياب أنيقة ومحترمة مسايرة للوضع الاجتماعي العام ، يعني خروج على سنة السلف الصالح ، وهذا يعني السقوط في الابتداع ومن ثم تنفتح طريق الكفر أمامه . هذا هو الإسلام السلفي الذي انتشر في الجزائر وكان يوجه الصحوة الإسلامية هناك ثوب قصير أبيض ، ونعال ، ولحية أكثر ضلالا من الأعشاب البرية المتوحشة . أما شعار الدولة الإسلامية ، والدعوة إلى قيام حكومة إسلامية الذي رفعته جبهة الإنقاذ ، كبرى الحركات الإسلامية هناك . فكان مغامرة غير محسوبة النتائج .
520
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 520