نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 516
* التكنولوجيا والبدع : وهي مع ذلك الحركة الأولى التي وجهت بنادقها إلى الجسد الإسلامي بحجة معالجته من المرض . فكان أن أجهزت على ما تبقي من روح التماسك والوحدة فيه . كل ذلك يجد تبريره في الجهل وسذاجة البداوة ، التي كانت تحرك هذه الحركة منذ البداية . ولولا أن اليد السياسية كانت قوية وقادرة على حسم الكثير من الأمور لصالحها . لكانت مملكة آل سعود اليوم عبارة عن متحف أثري يقصده الباحثون لدراسة أنماط الحياة الاجتماعية والاقتصادية والدينية التي سادت القرون الوسطى . فالإخوان كانوا قد رفضوا استخدام التكنلوجيا ، وامتنعوا عن التعامل مع كثير من الأجهزة والأدوات الحديثة . بحجة أنها بدع لم تكن على عهد السلف الصالح باستثناء البنادق والبارود التي أنسوا بها واستخدموها . ولا ندري لماذا هذا الاستثناء ؟ أما التلفون والسيارة والبرق والإذاعة فإنها من بدع الكفار ، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار . لكن انفجار النفط في بلادهم وأهميته الاستراتيجية للغرب جعلت ركب المدنية ينزل بفنائهم بقوة ، محاولا اختراق سكون الصحراء الأبدي . وبذلك خضع البدو لعمليات تغيير قسري ، لم تتجاوز الإطار الشكلي في الغالب الأعم . أما تغيير العقلية البدائية وصقلها بالعلم والمعرفة ، فإن الأسرة الحاكمة رأت أن ذلك قد يشكل عليها خطرا ما في المستقبل . لذلك ثم التركيز على محو الأمية فقط بادئ الأمر ، وأتبعه بعد ذلك خطوات بطيئة جدا في نشر المعارف الإنسانية العامة ، وإلى كتابة هذه السطور هناك مواد علمية مهمة ممنوع تدريسها في المملكة . وهكذا وباسم الإسلام السلفي الوهابي ثم اغتيال المعرفة الإنسانية الشاملة واحتكر الكتاب السلفي الساحة الثقافية . واعتبر أي ترويج لكتاب أو فكرة
516
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 516