نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 488
منهما لما فيه من الإيهام [149] . والحقيقة أن هذا ليس إيهاما فقط وإنما تحريفا وكتما للحق . ولعل الشائع لديهم اليوم هو انتفاء الأحاديث الخاصة التي تدعم مذاهبهم الفروعية والأصولية . وعدم ذكر أو التعرض لغيرها بالمرة . لدرجة تجعل القارئ لا يعلم بوجود سوى ما ينشرونه في كتبهم . وانظر مثلا عندما يتكلمون عن صفة صلاة النبي ( ص ) فإنك لن تجد حديثا يخالف ما عليه المذهب الحنبلي ، وإن كان صحيح السند عند غيرهم بل ذكرته الصحاح لدى أهل السنة والجماعة . وإذا ما تم ذكر بعضها أو تعرض له ، فلأجل الطعن في سنده وتجريح رواته . لا شك أنه سيطول بنا المقام ، لو أردنا أن نأتي بالأمثلة على كل ما ذكرناه من كتب السلفية . فالمهم عندنا أن يعلم القارئ هذا الأسلوب . ويعرف خلفيته ونتائجه . ففي أغلب الأبواب والمواضيع التي ينتصر السلفية فيها لرأي مخصوص أو عقيدة متميزة تجد عشرات الأحاديث والنصوص التي تخالف ما يذهبون إليه ، وهذه النصوص تكون في الغالب الأعم صحيحة ولا غبار على متنها أو سندها . لذلك حذار أن يصار إلى اعتبار عدم إيرادها من طرف هؤلاء الدعاة ، عدم وجودها بالمرة . فهذا تجاوز وقفز على الحقائق . ولقد سمعنا شيخ السلفية الكبير " ابن تيمية " قبل قليل وهو يدعي عدم وجود أي نص أو قول يؤول فيه الصحابة آيات الصفات . ولما رجعنا إلى أقرب تفسير وجدنا العكس تماما ؟ ! * التحريف المباشر للنصوص والأقوال : ومن الأساليب التحريفية الأخرى التي يستخدمها دعاة السلفية اليوم بكل وقاحة وتجني على العلم والحقيقة . تحريفهم نصوص وأقوال علماء الإسلام فقد يعمدون وهم في مقام الاستدلال على فكرة أو اعتقاد معين ، إلى إيراد