نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 487
كما يجب أن نعرف أن هذه الطريقة لو طبقت على مجمل الأحاديث المروية عن الرسول ( ص ) فسنجد أنه من النادر أن نحصل على حديث يسلم رواته جميعا من القدح والجرح أو إشكال ما آخر . ولو اتبع أصحاب المذاهب الفقهية والأصولية هذا الأسلوب وعملوا به بصرامة ودقة لانهارت كثير من قواعدهم المذهبية في الأصول والفروع . أما إذا ما أخذنا بهذا الأسلوب وعالجنا به ومن خلاله الأحاديث التي بني عليها السلفيون عقائدهم فلن يبق للسلفيين مستمسك من حديث أو تفسير يمكنه أن يشكل عمودا فقريا لمذهبهم . فمعتمداتهم الحديثية موصوفة بأنها واهية ومكذوبة عن الرسول ( ص ) ، خصوصا ما جاء منها عن متأسلمة اليهود والنصارى . لأنهم كانوا يتكلمون عن معتقداتهم وليس عن عقائد الإسلام . وهذا الأسلوب في التركيز على السند وقدحه يلجأون إليه كثيرا وهم يخاصمون الشيعة الإمامية ويدون عليهم ، خصوصا عندما يستند هؤلاء إلى ما رواه أصحاب السنن والصحاح من أحاديث تصب في تأييد عقائد الإمامية . * الترجيح دون مرجح : ويتفرع عن هذا الأسلوب . طريقة الاستدلال وإيراد الأحاديث التي يكون في سندها ضعف حقا . وعدم ذكر الأحاديث الأخرى في نفس الموضوع والباب . وقد يكون الحديث ضعيفا بلفظ معين لكنه مروي بلفظ آخر صحيح وسنده قوي . وقد أشار الدكتور البوطي لهذه الطريقة حين علق على تضعيف الشيخ ناصر الدين الألباني ( سلفي كبير معتمد في تحقيق الأحاديث ) لحديث رواه بلفظ معين . يقول البوطي : " وإنما هو ضعيف بهذا اللفظ فقط ، أما أصل الحديث فقد رواه البخاري بطريق صحيح . . وإذا كان للحديث الواحد طريقان فلا ينبغي الاقتصار في تخريجه على ذكر الضعيف
487
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 487