نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 486
يصار إلى معالجة هذه الظاهرة الخطيرة المستفحلة في تاريخ الإسلام المعاصر ، ويأخذ أبناء الصحوة الإسلامية حذرهم ، ليعيش من عاش على بينة . فما أكثر التزييف والتحريف وقلب الحقائق في هذه الحضارة الغربية المهيمنة . لكن الأمر هنا خطير جدا ولا يمكن أن يتغافل أو يسكت عنه ، لأنه يتعلق بالدين والعقيدة . والكل يعلم ماذا يعني الدين في الحياة البشرية اليوم وتأثيره وأهميته على مستقبلها غدا . وسنحاول أن نذكر بعضا من أساليبهم في التحريف وقلب الحقائق . مع إيراد الأمثلة على ذلك من خلال إنتاجهم الفكري وسلوكهم الدعوى العملي . أول ما يلاحظ المرء وهو يقرأ كتبهم وهم يردون على خصومهم ، طعنهم في الأحاديث التي يرويها خصومهم ويعتمدونها في معتقداتهم . وهذا الطعن يكاد يكون منصبا على السند ، فترى الكاتب السلفي يهرع إلى كتب الجرح والتعديل ليؤكد أن فلانا الراوي مطعون وقد قدحه رجال الجرح والتعديل . ويورد أقوالهم فيه . مع العلم وهذا حاصل أن المحقق السلفي ، يغض طرفه نهائيا عن أقوال المدح والتعديل التي قد توجد لنفس الراوي . ولكن لما كان الغرض هو الإسقاط ، فإنه لا يأتي بما يدل على خلافه . علما أن أقوال علماء الجرح قد تختلف وتتناقض في وصف شخص أو راوي وبالتالي ، لا يمكن الجزم النهائي بعدم عدالته . حتى يصار إلى رفض الحديث أو تضعيفه . * الطعن في السند : ويجب أن نشير هنا إلى ملاحظة ، وحقيقة تاريخية مهمة وهي إن أغلب علماء الجرح والتعديل قد كانوا حنابلة أو ممن يتعاطف مع عقائد الحنابلة وآرائهم الفقهية . وعليه فلا بد من وضع علامة استفهام كبيرة حول هذا الاستنجاد بكتب الجرح والتعديل ، ونخص بالذكر ميزان الاعتدال للذهبي ، والذي يكثر السلفيون من الاستشهاد به .
486
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 486