نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 464
الأكاذيب الرخيصة والتافهة ، كل ذلك خدمة للدعوة السلفية وتحذيرا وتخويفا لكل من سولت له نفسه معارضة هؤلاء بلسانه أو قلمه . ولكي لا يقال إننا مجانبون للحقيقة ، بتهويل حجم هذه الظاهرة الدعوية السلفية . فلا بأس من إيراد بعض النصوص لعلماء ومفكرين يشتكون من هكذا أسلوب ينسبونه لدعاة الحركة السلفية . أنظر مثلا لما يقوله أحد المفكرين في مقام النصيحة للدكتور البوطي الذي يخوض معهم صراعا مريرا : يقول : " حاذر أن يستزلك هؤلاء إلى مستواهم المعروف في الجدل فإن في أفئدتهم من الحقد على جمهور المسلمين سلفهم وخلفهم ما يجعلهم ينهشون في عرض كل من يخالفهم [127] . ولقد أطال الدكتور البوطي الشكوى في كتبه من رموز السلفية الذين يردون عليه . فهم لا يعرفون من النقاش العلمي سوى : " السباب والشتائم المتسعرة المحمومة " [128] . * معاناة مشتركة : ولو رجعنا إلى كتب الرد على السلفية ، التي ألفها علماء من أهل السنة والجماعة أو الصوفية أو الشيعة الإمامية . فسنجد معاناة مشتركة بين هؤلاء الكتاب والعلماء . وإجماعا مطلقا على أنهم يتعرضون شخصيا أو بشكل عام تتعرض مذاهبهم وعلماؤهم للسب والشتم المنظم من طرف دعاة السلفية . وكيف أن البعض نأى بنفسه بعيدا عن مناقشتهم أو جدالهم . لأنه لم يجن من ذلك سوى أن نهش السلفيون عرضه وعرض مذهبه الذي ينتمي إليه . يقول مهدي الحسيني الروحاني وهو أحد علماء الإمامية الذين كتبوا ردودا على السلفية " إن تلك الفرقة - الحنابلة - لا تريد من وراء مخاصمتها لنا ، وجدالها معنا إلا أن ترشدنا إلى خصائصها المذهبية بالتهويش والسب ،
[127] المرجع السابق ، ص 110 . [128] نفسه ، ص 109 .
464
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 464