نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 462
التشابك والعمق الذي يميز علاقة الدولة السعودية بالغرب في المجالين السياسي والاقتصادي . وإذن فمسألة انحراف الصحوة الإسلامية عن أهدافها ، أو توجيهها خلاف ما يريده لها أبناءها المخلصون ، تبقى مسألة تثير الكثير من التساؤلات ويلفها الغموض . ويكفي أن نعلم أن القرآن قد صرح وفي قوله الصدق والحق ، بأن اليهود والنصارى لن يرضوا عنا حتى نتبع ملتهم . * نشر الجهل داخل الأوساط الإسلامية : وخطورة هذه المسألة وتداعياتها ظهرت جلية في الجزائر . فالصحوة الإسلامية هناك يشرف عليها دعاة وقادة ينتمون للتيار السلفي . وارتباطهم بما تصدره المؤسسة السلفية السعودية من كتب وفتاوي ، يشكل إحدى الدعائم المهمة في دعوتهم وحركتهم ، بل يمكن اعتبار الساحة الجزائرية المستهلك الأول لفتاوي " شيخ الإسلام " كما أن أطنانا من الكتب والكراريس السلفية المنتجة في الخليج بشكل عام ، تجد طريقها إلى المتلقي الجزائري . لكن وفي الوقت الذي يتغدى سلفيو الجزائر بالمنتوجات السلفية السعودية تراهم يناهضون ويعادون الحكومة السعودية ، وينتقدون سياستها الداخلية والخارجية ويتبرأون منها . ولو تفكر هؤلاء القادة أو الأتباع في هذه المعادلة الصعبة لوجدوا أنفسهم في خضم الاستراتيجية السياسية السعودية يخدمونها ويتماشون معها خطوة خطوة ، خصوصا موقفهم من الشيعة وإيران . فأغلب السلفيين في الجزائر لم يكن يعرف مثلا أن هناك ، لا نقول طائفة بل مجتمعا شيعيا داخل المملكة العربية السعودية . وأن الطائفية والصراع المذهبي متفجر هناك وعلى أشده تغذيه الحكومة وتستفيد منه أيما استفادة . وعليه فالأطنان من الكتيبات والفتاوى التي وصلت الجزائر ووزعت مجانا ، كان الغرض منها خلق رأي عام ضد الشيعة والتشيع وسد الطريق على أبناء
462
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 462