نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 457
لا يؤمن بالتجسيم أو التشبيه " ضال ! . ويمكننا أن نذكر ملاحظة انتبه لها بعض المفكرين . وهي التضارب والاختلاف لدى السلفيين في فهم هذه المصطلحات التي ينبزون بها خصومهم . فقد علق أحدهم على قول السلفية القدامي في حق ابن جرير الطبري " بأنه رافضي ملحد " بقوله : إن هؤلاء لم يعرفون أبدا معنى الرفض أو الإلحاد ، ولو سئلوا عن ذلك لما وفق أغلبهم في الإجابة ، وهذا الشيخ عبد الرحمان يقول . " جهمي ضال " مع أن الجهمي في عرف أكثر متقدميهم كافر أو زنديق ، لأنه معطل ، وليس ضالا فقط ؟ ! . ونحن نستغرب جدا كيف حكم هذا الشيخ الداعية على السائل بأنه " ضال جهمي " مع أن أسلوب الدعوة يقتضي التعامل بالحكمة ، وإيصال الحقيقة للناس بأحسن السبل وأفضلها ، مما يدفع الناس للالتفاف حول الحقائق واعتناقها ، وليس النقور منها والابتعاد عنها . هذا إن كان ما يدعو له السلفيون فعلا يدخل في خانة الحق المحض الذي لا يجوز الاختلاف حوله أو الشك فيه . ولكن ماذا نقول لهؤلاء ! إنه أسلوب في الدعوة ، متميز وخاص بهذه الطائفة يرثه خلفهم عن سلفهم ، وسيبقى الأمر كذلك إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، أو يقطع دابر هذه الدعوة وتندثر مع الزمن كما ذهبت كثير من الملل والنحل والدعوات . وابتلعها بطن التاريخ . لقد كان خطر هذه الفئة المتميزة في التاريخ الإسلامي القديم والحديث محدودا ومنحصرا . أولا لأنه لم تكن لهم دولة تنصرهم وتتبنى عقائدهم جملة وتفصيلا وإن كان الخليفة العباسي المتوكل [123] ، قد انتصر لهم
[123] يقول أبو بكر الخوارزمي " ليس من فرق الإسلام فرقة إلا وقد هبت لأهلها رويحة ، ودالت لها دولة . كما أتفق المختار للكيسانية . والمعتصم والواثق للمعتزلة . والمتوكل للنواصب والحشوية " رسائل أبي بكر الخوارزمي . ص 178 . أنظر بحوث مع أهل السنة والسلفية لمهدي الروحاني ، ص 111 .
457
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 457