نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 456
لخصومه ليصفوا لنا واقع الحال ، بل نحيل أنفسنا إلى ما كتبه يراعه . يقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب في إحدى رسائله معترفا : " أنا في بعض الحدة " والحق - يقول جلال كشك - أنها كانت حدة أكثر من المعتاد في الدعاة وقد ظلت ملازمة لتلاميذه وحركته بل تضاعفت " [121] . ولا شك أن هذه الحدة قد أهرقت بسببها دماء بريئة ، وتعرض من جرائها خلق كثير للظلم والعدوان ، ومن يراجع يوميات الدعوة الوهابية في فجر انتصاراتها الكبرى . سيرى التطبيق العملي لهذه الحدة ، وكيف تعامل الوهابيون مع " المشركين " من أبناء الإسلام ، وكيف كانوا يمارسون الدعوة لمذهبهم التوحيدي . فقد كانوا كما يقول الشاعر أبو تمام " السيف أصدق إنباء من الكتب " . لقد استخدم السلفيون " حشوية الحنابلة " قديما وحديثا ترسانة من المصطلحات والأوصاف والنعوت ، ما فتئوا يرمون بها كل من يخالفهم في الفروع أو الأصول . وهذه الترسانة يمكن تلخيصها ب " جهمي ، ضال ، منحرف عن السنة ، رافضي ، مشرك ، مبتدع ، صوفي ، طرقي ، قبوري ، عابد الأصنام والأوثان ، كافر ، زنديق " وهلم جرا . وهذه المصطلحات بما تتضمنه من مفاهيم عقائدية مختلفة يستخدمها السلفيون اليوم لوصف المسلمين ممن يشهد لله بالوحدانية ويؤمن بالرسل واليوم الآخر ! ! . أنظر مثلا لما يقوله داعية سلفي وهابي معاصر وهو عبد الرحمان بن حسن بن عبد الوهاب مجيبا عن سؤال : يقول : " فقد وردت علينا أسئلة من عمان ، صدرت من جهمي ضال يستعجز بها بعض المسلمين [122] . أنظر كيف حكم على السائل بأنه جهمي " أي معتزلي أو منزه
[121] السعوديون والحل الإسلامي ، ص 100 . [122] مجموعة التوحيد ، ص 55 .
456
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 456