نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 414
والدولة السعودية ، المثال الأول صدور " مذكرة النصيحة التي بعث بها علماء الوهابية إلى الحكم " . والمثال الثاني هو قيام مجموعة من العلماء بدون استشارة الحكومة بإعلان تأسيس لجنة للحقوق الشرعية . * حرب الخليج الثانية وانكشاف الأوراق السرية : لم تكن الحرب العراقية الإيرانية قد ساعدت التيار الوهابي السلفي على تجميع قوته والظهور بمظهر القوة فقط - خصوصا وقد ساهمت الحرب الطائفية والمذهبية ضد إيران والشيعة في إيجاد محور يجمع شتات هذا التيار - بل أدت هذه الحرب الضروس إلى بروزه كقوة فاعلة ومساهمة في الحرب إلى جانب الحكومة التي تدعم العراق ماليا وعسكريا . لذلك فقد سجل نشاط كبير ومحموم في الكتابة والنشر وإلقاء الخطب ، كلها تصب في تكفير الشيعة وتحذير المسلمين من خطر الفرس والمجوس القادم والزاحف من إيران . لدرجة أنك إذا سألت شيخا سلفيا من مسألة جزئية في الوضوء لأجابك إن الشيعة كفار مشركون ثم بعد ذلك يعرج إلى للإجابة على سؤالك إذا بقي متذكرا . وبما أن من مصلحة الحكومة إشعال نار هذه الحرب الطائفية لأنها تمثل حاجزا صلبا للوقوف أمام انتشار أفكار الثورة الإسلامية في إيران ، فإن دعمها للتيار السلفي كان قويا ، وأعطيت لأصحابه الحرية في إلقاء الخطب والمحاضرات والتحرك . كل ذلك دعم هذا التيار وقوى قواعده على الأرض . إلا أن النكسة التي حلت بالحكومات الخليجية إثر غزو صدام حسين الكويت بعد نهاية الحرب العراقية الإيرانية . كانت لها نتائج وخيمة جدا وعلى جميع المستويات ، فالإخوة الأحباء بالأمس تحولوا إلى أعداء ، كل واحد يكيل للآخر التهم ، ويتهمه بالفساد والعمالة وخدمة الأعداء . ومن المضحك المبكي أن غزو الكويت قد ساعد على كشف الأوراق بشكل فاضح ومخزي ليس فقط أوراق السياسة ولكن أوراق المؤسسات
414
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 414