نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 399
استقدمه عبد العزيز معه ، امتنع الإخوان عن القتال وكاد الاختلاف أن ينفجر بينه وبينهم . لكن المعركة انتهت بقتل شكسبير في ظروف غامضة . المهم إن الإخوان كانوا ساخطين جدا على التعامل مع الإنجليز . والحقيقة أنهم لم يكونوا يعلمون شيئا . كانوا قوة عسكرية بدوية تريد أن تحارب أن تغزوا أن تنهب وتقتل وتغنم الأموال والسلاح ليس إلا . كل ذلك باسم الجهاد وقتال الكفار في العراق والشام واليمن والحجاز . أما ابن سعود فقد كان يعلم الظروف المحيطة به جيدا كان يعرف إن بريطانيا قوة عظمى تراقب الوضع في الجزيرة العربية ككل . وكانت كل يوم تحقق انتصارات فعلية باقتطاع أطراف تركة الرجل المريض الذي أجهز عليه . وهكذا استطاعت بريطانيا أن تبسط نفوذها على العراق وعلى الكويت وإمارات الساحل الخليجي بالإضافة إلى تقاسمها مع فرنسا الانتداب على الشام . أما داخل الجزيرة فكانت بريطانيا تراقب الوضع وتستعد لدعم أي منتصر بشرط أن يكون منضويا تحت حمايتها . وقد كان من رأى المستشارين البريطانيين أن ابن سعود يمكن أن يكون رجل الجزيرة بدل الشريف حسين الذي خذلوه بعد ما طمع في أن يكون ملك العرب المرتقب . المهم كانت بريطانيا منذ البداية تنظر بعين العطف والرضا لعبد العزيز ولولا مساعدتها المالية والعسكرية [67] ، لما كان عبد العزيز قد حقق ما حقق . لكن بريطانيا كانت لها شروطها والتزاماتها . هذه الشروط والالتزامات التي لم يكن الوهابية يعرفونها أو يقيمون لها أي وزن ، لكنهم ودون أن يعلموا حقيقة الوضع كانوا يجاهدون عندما كانت بريطانيا تعطي الضوء الأخضر لعبد العزيز وكانوا يتوقفون عندما كانت بريطانيا تأمر بذلك .
[67] إبان الحرب العالمية الأولى وافق ابن سعود على الحماية البريطانية واستلم معونات شهرية من الحكومة البريطانية وادعى بأن ذلك مجرد جزية كالتي كان المسيحيون يدفعونها للخلفاء الأوائل ، أنظر فاسيليف ، ص 274 .
399
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 399