نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 39
السابع الهجري ، أحياه شيخ الإسلام ( ابن تيمية ) وشدد في الدعوة إليه ، وأضاف إليه أمورا أخرى قد بعثت إلى التفكير فيها أحوال عصره ، ثم ظهرت تلك الآراء في الجزيرة العربية في القرن الثاني عشر الهجري ، أحياها " محمد بن عبد الوهاب " - في الجزيرة العربية - وما زال الوهابيون ينادون بها [29] . يتبين من خلال هذا التعريف الذي وضعه أبو زهرة ، بأن دعاة السلفية أو مذهب السلف هم شريحة من أتباع المذهب الحنبلي ونقول " شريحة " ، وليس جميع أتباع هذا المذهب . لأن هذه الفئة التي سمت نفسها ب " السلفية " ، لها آراء وأفكار ومذهب خاص في " الأصول والعقائد " . وأحمد بن حنبل يعتبر أحد الأئمة الأربعة المقلدين في الفقه ، وليس له في العقائد أو الأصول مذهب خاص به . لذلك كان أغلب مقلدي هؤلاء الأئمة الأربعة وأحمد بن حنبل من ضمنهم ، ينتمون عقائديا إلى المذهب الكلامي الممثل بشقيه " الأشعري " ، والماتريدي " مذهب " أهل السنة والجماعة " في الأصول . والسؤال الذي يطرح نفسه هو : هل كان جل الحنابلة في الأصول ، على عقيدة مذاهب أهل السنة والجماعة من أشاعرة وما تريدية ؟ . الجواب بالنفي ، فقد كان الحنابلة دون باقي المذاهب الفقهية الأخرى ، موزعين على عقائد شتى ومذاهب أصولية مختلفة ، فمنهم من كان أشعريا ، ومنهم من كان صوفيا ، يؤمن بعقائد وحدة الوجود وغيرها من عقائد الصوفية ، ومنهم مفوضة يتبعون بعض السلف في مواقفهم وآرائهم العقائدية . ومنهم وهم الأغلبية كانوا - كما أجمعت عليه كتب علم الكلام والعقائد والتاريخ - " حشوية " . حيث كثر فيهم وفي غالبية أصحاب الحديث الاعتقاد بالتشبيه والتجسيم والقول بالجبر وغيرها من الآراء والمعتقدات ، التي تجند المعتزلة أولا لمحاربتها ، ثم تصدى لهم فيما بعد " أهل السنة والجماعة " من