responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري    جلد : 1  صفحه : 38


ما رأيت ظاهرا أشبه بباطن منه ، ولا باطنا أشبه بظاهر منه . إن عالما جليلا - كما يقول الدكتور الشكعة - مثل الحسن البصري لا يمكنه أن يصف عمرو بن عبيد بهذه الأوصاف لو كان فيه قيد شعرة من انحراف في مذهبه واعتقاده [27] .
بالإضافة إلى أن عددا من خلفاء بني العباس كانوا على مذهب الاعتزال ولم يقل أحد من أئمة الفقه أو الحديث بأنهم كفار . بل كانوا يصلون وراءهم ويحجون معهم ويغزون . وقد كان الإمام أحمد ابن حنبل عباسي الميل السياسي ، ولعله الوحيد بين الأئمة الأربعة الذي يرى هذا الرأي [28] . فكيف بزعيم السلفية - كما سيدعي أصحابه فيما بعد - يوالي المنحرفين والكفرة إن كان المعتزلة فعلا كذلك .
* من هم السلفية :
بعد هذه المتابعة التاريخية لمفهوم السلف ، وتحليل بعض التعاريف التي وضعها السلفيون وغيرهم ، نستطيع أن نجيب على السؤال الثالث وهو : من هم حقيقة دعاة الانتساب لمذهب السلف أو " السلفية " في الماضي والحاضر ؟
وهل لهؤلاء " السلفية " مذهب خاص في الأصول والفروع يميزهم عن باقي الفرق الإسلامية المعروفة .
المقصود بالسلفية هم أولئك الذين ظهروا في القرن الرابع الهجري .
وكانوا من الحنابلة ، وزعموا أن جملة آرائهم تنتهي إلى الإمام أحمد بن حنبل الذي أحيى عقيدة السلف ، وحارب دونها ، ثم تجدد ظهورهم في القرن



[27] إسلام بلا مذاهب ، الدار المصرية للطباعة والنشر ، بيروت ، ص 497 .
[28] المرجع نفسه ، ص 434 ، " كان أحمد يقول : الأئمة من قريش ، ويعين على إمامة ولد العباس ويقول العباس أبو الخلفاء " ، وقد كان أبوه محمد والي سرخس ، وكان من أبناء الدعوة العباسية . أنظر مختصر طبقات الحنابلة لابن الشطي ، ص 8 .

38

نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري    جلد : 1  صفحه : 38
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست