responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري    جلد : 1  صفحه : 37


الفرقتين من مذهب السلف ، قد اعتنقها بعض الأئمة الأربعة وكثير من الفقهاء وأصحاب الحديث ، وقد كان أبو الوفاء ابن عقيل وهو أحد كبار المحدثين والفقهاء الحنابلة السلفيين يعظم المعتزلة ويترحم على الحلاج وقد درس علم الكلام سرا على يد بعض شيوخ الاعتزال ، فاكتشفه الحنابلة فطلبوا أذاه فاختفى في دار السلطان . ولم يغفر الحنابلة له ذلك حتى كتب بخطه كتابا يقر على نفسه بالخطأ ويبرأ منه ويعطي إمام المسلمين الحق في التنكيل به إذا ظهر منه فيما بعد شئ مماثل لما كان عليه [25] .
نعتقد إن هذا الالتزام الخطي الذي كتبه هذا المحدث السلفي الكبير على نفسه تحت الإكراه والخوف من بطش أصحابه الحنابلة لم يكن ليغير في معتقداته بهذه السهولة ولا أدل على ذلك من أنه هو الذي تكفل بتغسيل الفقيه الأشعري الشافعي أبو إسحاق الشيرازي لما توفي وصلى عليه بباب الفردوس [26] .
والحنابلة كما هو معلوم يكفرون الأشاعرة والشوافع ، وعمل ابن عقيل هذا هو خلاف لما عليه أصحابه . وهذا دليل على أنه يختلف عنهم في المعتقد ولو حسب منهم . والأمثلة على ما ذكرنا كثيرة ، وإيرادنا لهذا المثال هو فقط للتدليل على عدم صحة التعميم لأنه خلاف الحق .
وقد سئل الحسن البصري وهو تابعي ومن أقطاب السلف لدى " السلفيين " عن عمرو بن عبيد رأس المعتزلة فأجاب سائله قائلا : " لقد سألت عن رجل كأن الملائكة أدبته وكأن الأنبياء ربته ، إن قام بأمر قعد به ، وإن قعد بأمر قام به وإن أمر بشئ كان ألزم الناس له ، وإن نهى عن شئ كان أترك الناس له ،



[25] مجير الدين عبد الرحمن بن محمد العليمي ، النهج الأحمد في تراجم أصحاب أحمد ، عالم الكتب ، ط 2 ص 1984 م ، بيروت ، ص 37 .
[26] أبو إسحاق الشيرازي الشافعي ، طبقات الفقهاء ، دار الرائد العربي ، بيروت ، 1970 م ، ص 15 .

37

نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري    جلد : 1  صفحه : 37
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست