نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 36
قدوة وسلفا لنا ، إن لم نأخذ بأقوالهم وأفعالهم كما نأخذ أقوال وأفعال غيرهم عند الاقتداء والتقليد ؟ . إن مفهوم " السلف " كما قلناه ، مفهوم انتقائي جدا وقد حاول الدكتور السلفي أن يشير إلى ذلك في آخر التعريف الذي نقله عن سلفي آخر وهو أحمد بن حجر آل بوطامي . حيث استثنى من مذهب السلف " دون ما رمي ببدعة أو شهر بلقب غير مرضي مثل الخوارج والروافض والمرجئة والجهمية والمعتزلة ، وسائر الفرق الضالة " ، وهذا التحديد بدوره عام ومبهم وغير مفصل . وعند التحليل سينقض عروة عروة . أولا لأن القرون الثلاث الموسومة بالخيرية تشمل كل هذه الفرق التي ذكرها وأخرجها من مذهب السلف . فإذا كان يقصد بالروافض من رفض خلافة أبي بكر وعمر وعثمان ، فعدد من الصحابة والتابعين ومن تبعهم رفض هذه الخلافة ، منهم علي بن أبي طالب والحسن والحسين وسلمان الفارسي والمقداد وأبو ذر الغفاري ، وغيرهم كثير يتجاوز المائة صحابي ، ومئات التابعين منهم : زين العابدين ومحمد الباقر وجعفر الصادق أستاذ الأئمة وشيخ السلف بالإجماع . وهؤلاء وغيرهم من كبار التابعين والسلف باتفاق جل المؤرخين المسلمين . أما المرجئة فقد عرف لفيف من الصحابة والتابعين بالإرجاء ويكفي ما ذكرناه سابقا من أن أبو حنيفة عرف بالإرجاء هو وتلامذته . وقد انتشر الإرجاء في العهد الأموي الأول ، حتى قيل ليس هناك كور في الإسلام إلا وغلب عليه الإرجاء . أما الجبر فقد فشا في أهل الحديث . واعتبر العقيدة الرسمية للدولة الأموية . ولا نظن أن سلفيا قديما أو معاصرا ، يشك في سلفية معاوية ابن أبي سفيان والبيت الأموي الحاكم من بعده . وللسلفيين اعتقادات خاصة في معاوية وابنه يزيد وقد ألفوا الكتب في فضائلهما وتنزيههما وجاؤوا بالغرائب في ذلك ، كما يقول ابن كثير المؤرخ . أما قوله " الجهمية والمعتزلة " فالآراء التي أخرج بها الدكتور السلفي هاتين
36
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 36