نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 35
وما أصابها من تهافت وتناقض وانتقائية يقول : " حدثني يحيى بن أيوب أملاه سنة 235 ه ، حدثنا أبو حفص الأبار حدثني شيخ من قريش عن الشعبي قال : إرجئ الأمور إلى الله ولا تكن مرجئا . وأمر بالمعروف وإنه عن المنكر ولا تكن حروريا ، وأعلم أن الخير والشر من الله ولا تكن قدريا . قال يحيى بن أيوب وحدثني رجل كان إلى جنب الأبار أن الشعبي قال : مع هذا وأثبت صلاح بني هاشم ولا تكن شيعيا [24] . هذا الخليط العجيب من الأفكار والمعتقدات المتناقضة والمتضاربة يسميه الدكتور السلفي " مذهب السلف " . وإذا كان كذلك فكل الفرق والمذاهب والملل والنحل اليوم ، وفي الماضي سلفيون وأتباع للسلف . وإذن لا حاجة لفرقة تدعي اليوم لنفسها أنها هي الوحيدة التي تمثل نهج السلف ، وأن غيرها قد استقى تعاليمه من اليهود والنصارى والمجوس ومن الغرب والشرق ؟ ! إن المفهوم الاصطلاحي للسلف أو " السلفية " كتيار ظهر قديما تدعي تمثيله اليوم فرقة من المسلمين ، مفهوم انتقائي محدد جدا . وهذا الإطلاق الذي ذكره الدكتور السلفي إنما هو للتمويه على العامة وأنصاف المتعلمين والمطلعين على التراث الإسلامي ، ولا يثبت أمام التحليل التاريخي . وهذا ما سنحاول تبيينه للقارئ فيما بعد . وإذا كان مذهب السلف ما كان عليه الإمام مالك فلماذا يرفض المذهب المالكي وينهى السلفيون المعاصرون عن تقليده ؟ ! ولماذا كفر أسلافهم من " الحنابلة " فيما مضى أتباع المذهب الشافعي ، وسبوا صاحبه وطعنوا في إمامته ؟ ووقفوا للشوافع في الطرقات وترصدوا لهم وقتلوهم . ولماذا نهى إمام الحنابلة كما يدعون عن تقليد الشافعي وأبو حنيفة ومالك ؟ ! وإذا لم يقلد هؤلاء الأئمة فيما اجتهدوا فيه ورأوه فماذا يبقى منهم يا ترى ؟ . وكيف سنتخذهم
[24] عبد الله بن أحمد بن حنبل ، السنة ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، ط 1 1985 م ، ص 227 - 228 .
35
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 35