نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 340
والمدينة لمناظرة علماء أهل السنة . " فلما وصلوا إلى الحرمين وذكروا لعلماء الحرمين عقائدهم وما تمسكوا به ، رد عليهم علماء الحرمين وأقاموا عليهم الحجج والبراهين التي عجزوا عن دفعها ، وتحقق لعلماء الحرمين جهلهم وضلالهم ووجدوهم مسخرة ، كحمر مستنفرة ، فرت من قسورة ونظروا إلى عقائدهم فوجدوها مشتملة على كثير من المكفرات فبعد أن أقاموا البرهان عليهم كتبوا عليهم حجة عند قاضي الشرع بمكة تتضمن الحكم بكفرهم [36] . لذلك كان حكام الحجاز من الشرفاء عندما يردون هجوما وهابيا ويقتلون بعض رجاله ويعلقون رؤوسهم في مداخل مكة على اعتبار أنها رؤوس " خوارج " وهي الصفة التي أطلقها علماء أهل السنة على هؤلاء الوهابية ، وأكثروا من الاستشهاد بالأحاديث للتدليل على أنها تشملهم وتخصهم ، وسنذكر بعضا من أدلتهم . توالت الردود الفكرية لتعرض مفهوم التوحيد لدى أهل السنة ، والرد على المفهوم الجديد الذي يقول به الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، الذي أخذ بعضا منه من شيخه ابن تيمية ، وكانت أولى الردود القوية ما كتبه أخو الشيخ سليمان بن عبد الوهاب . وقوة هذا الرد تكمن أساسا في أن الشيخ سليمان كان حنبليا مثل أخيه ، كلاهما ينطلق من موروث الحنابلة الفكري وله معرفة واسعة بكتب ابن تيمية وابن القيم الجوزية كذلك . لذلك جاء الرد قويا وصريحا في أن الوهابية قد أساؤوا فهم تراث ابن تيمية ، بل إنهم تقولوا عليه وأولوا كلامه بما يخدم أغراضهم ويدعم أهواءهم . وإن كلام الشيخ ابن تيمية وتلميذه ابن القيم لا يمكن ركوبه للوصول إلى ما وصل إليه الوهابيون من تكفير عامة المسلمين وحربهم وإباحة دمائهم وأموالهم وذراريهم .