نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 339
حد ، خصوصا إذا علمنا بانحصار الفتوحات الإسلامية . أما أن توجد سبع مائة جارية وأمة في قصر زعيم الوهابية آنذاك وهو لم يتجاوز بجيشه وسط الجزيرة العربية فإن الأمر يدعو للاستفهام وطرح التساؤل . فمن أين حصل هذا الأمير على هذا الكم الهائل من الجواري ، ونحن نعلم واقع الدرعية قبل بداية الفتوحات وكيف أن أهلها كانوا يعيشون في ضنك العيش . أرجع لأؤكد على أن موضوع " الحريم " قد اكتنفه الكثير من الغموض أثناء الفتوحات الوهابية انطلاقا من النظرية أو الحكم الشرعي الذي أباح دماء الرجال وأموالهم فقط على حد ادعائهم ، وعفى عن النساء والأطفال . مع أن الكل ، رجال ونساء وأطفالا ، كانوا في حكم الكفار والمشركين ؟ ! . لكن من كتب عن الفتوحات الوهابية من أهل السنة والجماعة ذكر صراحة سبيهم للنساء ، يقول مفتي الشافعية في مكة المكرمة : " وقتلوا من الخلائق ما لا يحصون واستباحوا أموالهم وسبوا نساءهم " [35] . يبقى كما قلنا سالفا فموضوع " النساء والأطفال " يثير الكثير من التساؤلات ولا نود الخوض في تفاصيله أكثر مما فعلنا لأنه لا يعتبر موضوعنا الرئيسي . * علماء أهل السنة يكفرون الوهابية : طبعا لم يقف المجتمع الإسلامي في شبه الجزيرة وعلى رأسه علماء المذاهب الأربعة مكتوفي الأيدي أمام هذا الغزو الوهابي " السلفي " ، بل واجهوه بالسيف والقلم ، حيث انطلقت موجات متتالية من الردود تفند مذهب الشيخ الوهابي وتنقصه ، وتحكم بانحرافه وضلاله وصولا إلى تكفيره وتكفير أصحابه والحكم عليهم بالقتل . وقد أرسل ابن عبد الوهاب بعض رجاله إلى مكة
[35] السيد أحمد بن زيني دحلان ، فتنة الوهابية ، ص 3 .
339
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 339