responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري    جلد : 1  صفحه : 320


في الواقع ، وخصوصا الشبان ، ما كان بوسعهم رفضها . فالامتناع عنها ينطوي على خطر الاتهام بالجبن وتضييع الاحترام لدى الأقارب وأبناء القبيلة . . .
بنتيجة الغزوات يستطيع البدوي الفقير بعد غارة موفقة واحدة أن يصلح أحواله المالية بل ويمكن أن يغدو موسرا . وكانت الغزوات مصدرا لإثراء وجهاء القبائل . فإليهم يرد أكبر وأفضل جزء من الغنائم . ويتزعم الغزوات .
الشيوخ أو العقداء . وتفرد للشيخ حصة حتى إذا لم يشارك في الغزوات .
وليس من قبيل الصدفة إن غنائم الغزوات تعتبر من أهم مداخيل وجهاء البدو [19] .
هذا الوصف المجمل والشامل لعلاقة البدو فيما بينهم ، يمكنه أن يسلط الضوء . ويشرح لنا طبيعة الغزوات الوهابية على باقي القرى والقبائل في بلاد نجد وما حولها . فالبدوي نهاب بطبعه ، يدفعه فقره وحاجته إلى السطو المباغت على العدو " القبيلة المجاورة " ، وإذا ما نجحت مهمته رجع غنيا موسرا بعدما كان يتلظى بنار الفقر ، كما أن هذا الغزو يضع البدوي في مقام الحماسة والشجاعة فيسجل له بعض الافتخار والانتصارات الشخصية . وقد كان لهذه القيم سوق رائجة في عالم البداوة والترحال .
أما المآسي والمظالم التي كانت تنجم عن هذا الغز والغزو المضاد فإنها كانت تغذي وتعمق الأحقاد والكراهية بين أبناء القبائل التي سيفرض عليها آخر المطاف أن تخوض حروبا دائمة مع جيرانها ، فإما النصر والتفوق وبسط الهيمنة وإما إخلاء الساحة نهائيا بأن تتعرض القبيلة إلى هجوم مباغت يأتي على الأخضر واليابس فيها فيقتل جل رجالها ويتشرد الباقي بين القبائل الأخرى .
ونحن إذا رجعنا وتتبعنا غزوات الجيش الوهابي سنجدها لا تختلف كثيرا



[19] تاريخ العربية السعودية ، م س ، ص 47 - 48 .

320

نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري    جلد : 1  صفحه : 320
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست