نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 321
عن غزوات البدو الذين تكلمنا عنهم ووصف المؤرخون حالتهم . بفارق واحد فقط هو إعطاء هذا الغزو والنهب صفة الجهاد في سبيل الله . أي إعطاؤه المشروعية الدينية ، هذه المشروعية التي تدعمه وتقويه وتضمن استمراره . فما كان لأهل الدرعية وأتباع الشيخ ابن عبد الوهاب مثلا أن يستمروا في غزواتهم الكثيرة لولا الخلفية الدينية الشرعية التي كان الشيخ يمدهم بها . فما يقومون به ليس غزوا بدويا ظالما ، وإنما هو الجهاد في سبيل الله . لذلك أطلق الشيخ على أتباعه اسم " المسلمين " أو " الموحدين " ، ووصف باقي القبائل وأعراب البادية بأنهم كفار ومشركون حلالوا الدم والمال . وقد أوهم الشيخ أتباعه بأنه يشبه الرسول ( ص ) ، فقد بعثه الله لقوم يعبدون الأصنام والجن والملائكة ويتخذونهم شفعاء وآلهة . فدعاهم إلى التوحيد أولا ، ثم لما تمكن من محاربتهم وهدم أصنامهم جهز الجيوش بمن معه من المؤمنين والمهاجرين وسلطهم على المشركين في غزوات متتالية . فقتل رجالهم وسبى نساءهم وذراريهم وامتلك أموالهم . ووزعها على المحاربين المسلمين . وهذا بالفعل ما قام به الشيخ وأقنع أتباعه بصحة المقارنة فانطلقت الفتوحات الإسلامية من جديد ليس من المدينة المنورة هذه المرة ولكن من الدرعية في بلاد نجد مسيلمة الكذاب . لكن واقع هذه الغزوات وكما صوره لنا مؤرخو الوهابية أنفسهم ، لا يترك مجالا للمقارنة بين غزوات الرسول ( ص ) وبين غزوات الشيخ الحنبلي وأتباعه من أعراب نجد . نرجع لاستنطاق النصوص لمعرفة حقيقة هذا الادعاء . * حقيقة الجهاد الوهابي : ونبدأ أولا ببعض الوقائع الحربية في فجر الدعوة لنعرف حقيقة هذا الجهاد في سبيل الله وهل يمكن مقارنته بجهاد الرسول وصحابته في فجر الإسلام ! ؟ . يقول ابن بشر : سار عبد العزيز غازيا بالمسلمين وقصد ناحية الجنوب فأغار
321
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 321