نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 315
إليها تعتبر مظهرا من مظاهر الإيمان ، وهذا مما لم يذكره المستشرق ولا أشار إليه . أما إذا رجعنا إلى النصوص الوهابية الكثيرة الواصفة للواقع الاجتماعي والديني آنذاك وخصوصا في نجد ، فسنجد المؤرخ ابن غنام يقول بصريح العبارة . . . كان غالب الناس في زمانه - أي ابن عبد الوهاب - متضمخين . بالأرجاس متلطخين بالأنجاس . . . فعدلوا إلى عبادة الأولياء والصالحين وخلعوا ربقة التوحيد والدين . . . وكثير منهم يعتقد النفع والإضرار في الجمادات كالأحجار والأشجار . ولعب بعقولهم الشيطان . . . وجعلوا لغيره ما يجوز صرفه إلى سواه وزادوا على أهل الجاهلية [15] . ومع إيراد هذه النصوص تكون الصورة قد اتضحت ، فأهل نجد كباقي مسلمي المناطق الأخرى في دار الإسلام لم يكفروا بمعنى إنهم ارتدوا عن دين الإسلام ، ورفضوا رسالة النبي محمد بن عبد الله ( ص ) ، أو أحد الأركان المقومة للإيمان كما ذكر مؤرخو الوهابية . وإنما كان كفرهم منطلقا من اهتمامهم بأضرحة الأولياء والصالحين واعتقادهم البركة في بعض الأماكن من أشجار وأحجار ، وطلبهم الشفاعة من الأنبياء وعلى رأسهم الرسول محمد ( ص ) ، وباقي الأولياء من الصحابة وغيرهم . وهذا لم يكن حال نجد لوحدها وإنما هو واقع الأمة الإسلامية منذ وفاة الرسول ( ص ) وإلى يوم الناس هذا . يدعم قولنا التاريخ المكتوب والسيرة العملية والواقعية للمسلمين في العالم قاطبة . ويدل على ذلك أيضا سيرة الشيخ نفسه . فقد روى ابن بشر أن الشيخ محمد وقف يوما عند الحجرة النبوية عند أناس يدعون ويستغيثون عند حجرة النبي ( ص ) فرآه محمد حياة فأتى إليه فقال الشيخ : ما تقول في هؤلاء ؟ قال : " إن هؤلاء متبر ما هم فيه وباطل ما