نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 314
الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ، وما صاروا عليه بعد دعوته فكانت عبادة غير الله والتحاكم إلى الطواغيت وإنكار ما علم من الدين بالضرورة كالبعث بعد الموت موجودة بكثرة خصوصا في البوادي " [13] . فحسب هذا الناشر فإن أهل نجد كانوا قد ارتدوا عن الإسلام فعلا ، لأنهم بصريح العبارة عبدوا غير الله وأنكروا البعث . ويكفي ذلك لإعلان كفرهم وارتدادهم عن الإسلام . ولكن هذا الرأي والوصف لحال نجد خصوصا ، لا نجده عند غير أتباع الشيخ ابن عبد الوهاب من المؤرخين . فلم يذكر أحد ممن كتب حول أوضاع المسلمين في الجزيرة العربية في القرن الثاني عشر وما قبله أن الناس في نجد وما حولها قد كفروا وارتدوا عن الإسلام ، اللهم إلا شرذمة من المستشرقين والرحالة الأوربيين الذين زاروا المنطقة في أواخر القرن الثامن عشر وبداية التاسع العشر . يقول : فولني : " فالبدو القاطنون على الحدود مع العثمانيين يتظاهرون بأنهم مسلمون لاعتبارات سياسية ، ولكنهم ضعيفو الإيمان وتدينهم ضعيف إلى درجة يعتبرون معها كفرة ليس لديهم نبي ولا قانون . وهم بأنفسهم يعترفون بأن دين محمد فوق مستواهم . فكيف نقوم بالوضوء إذا كنا لا نمتلك ماء ؟ وكيف نقدم الصدقة إذا كنا لسنا أغنياء ؟ وما حاجتنا إلى الصيام في شهر رمضان إذا كنا صائمين طوال العام ؟ ولماذا نذهب إلى مكة إذا كان الله موجودا في كل مكان ؟ " [14] . وهذا المستشرق مع أنه يصف البدو بأنهم كفرة في الواقع إلا أنه يقول إنهم يتظاهرون بالإسلام . ونحن لا نعرف ماذا يقصد بهذا التظاهر . هل أنهم يشهدون الشهادتين ويعترفون بالإسلام دينا سماويا ؟ وإن كانوا كذلك فهم لا شك مسلمون . مع أن مظاهر الاحترام لقبور الأولياء والأنبياء وشد الرحال
[13] المرجع السابق ، ص 2 . [14] تاريخ العربية السعودية ، م س ، ص 85 .
314
نام کتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية نویسنده : السيد محمد الكثيري جلد : 1 صفحه : 314